قلم الإرادة

الفساد بالتعصب

كثر في الآونة الأخيرة الكلام عن الفساد بشتى أنواعه وكيفية مكافحة هذه الآفة الكريهة التي تجذرت وتأسست في نفوس نوعية معينة من الناس، ولكي نكافح هذه الآفة يجب تعريف الفساد وأن نفهم معناه.

الفساد إذن هو استغلال المنصب من أجل منفعة شخصية
هذا هو التعريف الأساسي للفساد ويستحيل محاربة الفساد كبنية إلا ببنية مقابلة تنفي الأسباب والآليات التي ولّدته، على أن تبدأ من مشروع جديد يترجَم إلى خطط عمل وواقع ملموس، يحمله الشعب السعودي، الذي يرى في التخلص من الفساد مصلحة وطنية عليا، ويتعطش إلى الإصلاح ويريد قدراً من العدالة ويؤمن العمل والحياة الآمنة لبناته وأبنائه.

وهذا المشروع بدأ بولاة الأمر بتبنيهم محاربة الفساد والقضاء عليه أين ما كان ومن ما كان وإني على يقين أنهم فاعلون إن شاء الله ونحن كشعب محب لهذا الوطن الغالي والذي نفتديه بأرواحنا ومخلصين ومطيعين لولاة الأمر لهم علينا السمع والطاعة بما يرضي الله ورسوله والمساندة والمساعدة على القضاء على هذه الآفة التي تتغذى على اقتصادنا وحياة ومستقبل أبنائنا.

هذه المقدمة الطويلة ليست لأكتب عن أنواع الفساد وكيفية محاربته إنما لأتكلم عن نوع آخر من الفساد وهو التعصب وخاصة فيما يخص الرياضة.

سألني ابن اخي مرة: “يا عمي لماذا لا تكتب عن التعصب الرياضي ومضارة على المجتمع؟” وها أنا أسطر لكم هذه الكلمات.

الرياضة بمختلف أشاكلها وأنواعها من الأنشطة الحيويّة المنتشرة في معظم الدول، والمجتمعات فالرياضة شيّقةٌ محببةٌ للنفس البشريّة، ولا تخلو دولة أو مجتمع منها، ولقد حث ديننا الحنيف على ممارسة الرياضة المفيدة النافعة، وجعلها أداة لتقوية الجسم؛ لأنه يريد أن يكون أبناؤه أقوياء في أجسامهم وفي عقولهم وأخلاقهم وأرواحهم.

التعصب الرياضي لم يعد مجرد ظاهرة انتماء وولاء لنادٍ أو فريق رياضي ما؛ بل تعدى ذلك إلى ما يمس عقيدة المسلم في صلبها، وليس ذلك الكلام طريقاً إلى التهويل وتحميل الأمور ما لا تحتمل إنّ الجهل، وعدم التثقف، وعدم التحلي بالروح الرياضية العالية، والتعصّب العرقي المقيت، والأنانية، تكاد تكون على رأس مسببات التعصب الرياضي، فلقد خرجنا من مقوله (علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل) ألى تعلم الكره والتعصب.

واتخذت مجالاً للصراع والتنافس غير الشريف؛ بل وجعلوها أداة للتعصب والولاء والبراء والتصنيف المقيت البغيض
بدءاً بالمسؤولين عنها إلى مشجعيها.

هذا النوع من الفساد هو خطير جداً كخطر الباقي من أنواع الفساد السائد من فساد إداري واقتصادي ومالي واجتماعي لأنه يَصْب صباً مباشراً بالشعب كافة كبيره وصغيره، نسائه ورجاله ويربي جيلاً ينمو على تعلم الكره والتعصب غير المحمود بين طياته وعلينا محاربته والقضاء عليه.

**
سامي بن أورنس الشعلان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
‏Twitter: ‪@soalshalan ‬
‏
‏Email: [email protected]

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى