كُن صديقي!

كُن صديقي.. لا لونَ للحياةِ دون أصدقاء، لا سعادة ولا أيّ شيءٍ آخر، الحبّ لا يُلغي الصداقةَ بل يفرضها، كُن رجلاً يعرف كيفَ يُصادق امرأةً يحبّها، أحتاجُ الصديق الذي بك، أحتاجُ أن أقول كلاماً لا يفهمه سوى الأصدقاء، أحتاجُ أن تُصغي باهتمام.. دون أن تفهمني بشكل خاطئ، ثمّ.. وبعد أن أفرغ ما في قلبي، تنسى كلّ ما قلت، ونحبّ بعضنا من جديد!
لستُ في صدد الاعتراف بأشياء تزعجك، لكنها تزعجني، الحياةُ صعبة المراس يا صديقي، أنا امرأةٌ تفهم احتياجاتها كلها، ولكنها تحتاجُ يداً تربّت على قلبها وتقول “أنتِ على حقّ، أنا معكِ في كلّ هذا” ولا أحتاجُ يداً غريبة، بل يدكَ أنت، صوتك أنت، اهتمامكَ أنت، الحبّ نصفهُ صداقة، وبقيّته اهتمام، وما غير ذلك لا يكون إلا في الشعر وقصص الأميرات ذوات الشعر الطويل المنسدل من نافذة برج!
هل تصدّقني حين أقول أنني أحتاجكَ كرجلٍ آخرٍ لا أعرفه، رجل يعرف موضع انزعاجي فيعمل على إنهائه، لا أستيقظ كامرأةٍ حزينة، لكنني أستيقظ كامرأةٍ لا تعرف ماذا تفعل في بقية اليوم، الاهتمامُ بكَ فطرةٌ فطرني الحبّ عليها، لكنني أطلبُ في المقابل بقاءك جانبي، كأنني مسافرةٌ تلتقي مسافراً ويضيّعان الرحلة كي لا يقطعان القصة التي لم تُروَ كاملةً بعد!
كُن صديقي.. كأيّ صديقٍ لا ينتظر الفرصة، لا ينتظر المناسبة، لا ينتظر حدَثاً كي يكون موجوداً، ولا يُطلب منه الاهتمام كي يصغي، وعليّ أن أضعَ قبلةً على جبينك في نهاية كلّ هذا، ثمّ أقول “أحبكَ يا صديقي”، وستصدّقني.. حين تنتهي كلّ الأسباب التي لا تقنعك في كلامي بأنني أحبّ كلّ رجلٍ رأيتُهُ فيك، خاصةً ذلك الغريب الذي لا أعرفه، لكنّهُ استمَعَ لي وتفهّم!
**
سارا علي – كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @saaraali_14