إقليمي وعالمي

صحيفة أمريكية تكشف لغز تواصل ترامب الابن مع «ويكيليكس3» خلال الانتخابات الرئاسية

تواصل نجل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، دونالد ترامب جونيور، مع “ويكيليكس” خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن أربعة أعضاء في الكونجرس تأكيدهم حصول مراسلات بين ترامب جونيور و”ويكيليكس” قبل الانتخابات الأمريكية، واستمرارها إلى هذا العام، وهو الكشف الثاني من نوعه الذي يُفيد بتواصل ترامب جونيور مع منظمات لها علاقات بروسيا والحكومة الروسية، والتي تُتّهم بمحاولة قلب الانتخابات الأمريكيّة وتشويه سمعة المرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون.

وسلّم ترامب الابن رسائل عبر “تويتر” مع “ويكيليكس” خلال الأسابيع الماضية لعدد من لجان الكونجرس الأمريكية التي تُحقّق في تورّط روسيا في محاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية، بحسب المسؤولين. وفي سبتمبر الماضي، اعترف ترامب جونيور في جلسة مغلقة مع لجنة القضاء في مجلس الشيوخ، أنّه تواصل مع المجموعة خلال الانتخابات.

ولعب “ويكيليكس” دوراً بارزاً في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إذ نشر رسائل إلكترونية مسربة من بريد “اللجنة الوطنية الديمقراطية” الإلكتروني وبريد مدير حملة هيلاري كلينتون الانتخابية، جون بوديستا. وقال المرشح الرئاسي الجمهوري حينها، دونالد ترامب، إنه “يحبّ ويكيليكس!”، ووجدت وكالات الاستخبارات الأمريكية أن روسيا نفّذت عملية القرصنة المذكورة.
وفي يوليو الماضي، ادّعى مؤسس موقع “ويكيليكس”، جوليان أسانج، أنه تواصل مع نجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دونالد ترامب جونيور، وحاول إقناعه بنشر رسائل إلكترونية تظهر حرصه على الحصول عن معلومات حساسة حول المرشحة الديمقراطية الخاسرة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هيلاري كلينتون، على الموقع.

لكن عوضاً عن ذلك، لجأ نجل الرئيس الأمريكي إلى موقع “تويتر”، مثيراً موجة من الانتقادات الحادة إزاء استعداده الواضح للعمل مع الحكومة الروسية ضدّ منافسة والده الديمقراطية.

وغرّد أسانج، من مقرّه في السفارة الإكوادورية في لندن: “تواصلت مع دونالد ترامب جونيور صباح اليوم، وتحدثنا حول أهمية نشر رسائله الإلكترونية معنا. وبعد ساعتين، نشرها بنفسه”.

وخلال حملته الانتخابية، دعا الرئيس ترامب روسيا إلى المسارعة بالكشف ونشر رسائل البريد الإلكتروني التي لم تسلمها كلينتون إلى المسؤولين الأمريكيين الذين حققوا في استخدامها بريداً إلكترونياً خاصاً. وقال ترامب “يا روسيا إن كنت تسمعين آمل أن تكوني قادرة على العثور على الـ30 ألف رسالة بريد إلكتروني مفقودة”، وذلك في لقاء صحافي بأحد منتجعاته في فلوريدا. وأضاف: “ربما لديهم تلك الرسائل. أودّ أن يتم نشرها”.

ويذكر أن روجر ستون المقرب من ترامب تواصل مع أسانج وقرصان إلكتروني معروف باسم “غوتشيفر 2.0” الذي بدأ بنشر الوثائق المسربة في 15 يونيو عام 2016، بعد أسبوع من لقاء دونالد ترامب جونيور مع محامية روسية في مدينة نيويورك الأمريكية، وفقاً لصحيفة “ذا جارديان” البريطانية.

وأواخر أكتوبر الماضي، ذكر موقع “دايلي بيست” الإخباري الأمريكي أن صاحب شركة عملت لفائدة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية، حاول التواصل مع مؤسس موقع “ويكيليكس”، جوليان أسانج، لاستفساره عن المراسلات الإلكترونية لمنافسة ترامب عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون.

وأوضح الموقع أن ألكسندر نيكس، والذي يترأس شركة لتحليل المعطيات الإلكترونية، تحمل اسم “كامبريدج اناليتيكا”، أكد لطرف ثالث أنه راسل العام الماضي أسانج، وعرض عليه تقديم مساعدة من شركته لنشر مراسلات كلينتون، والتي تصل لـ 33 ألف بريد إلكتروني، من أجل العمل على نشرها بعد اختفائها.

وبحسب مصادر “دايلي بيست” المقربة من فريق الكونجرس الذي يحقق في الاتصالات التي جرت بين شركاء ترامب والكرملين، فإن أسانج رد على طلب نيكس بالرفض، مؤكداً له أنه يفضل القيام بذلك العمل لوحده.

وكتب ترامب الابن عبر تويتر قائلا: “ها هي السلسلة الكاملة من الرسائل مع ويكيليكس، (مع ثلاثة ردود ضخمة مني)، التي اختارت واحدة من لجان الكونغرس تسريبها بشكل انتقائي. يا لها من سخرية!”.

ونشر ترامب الابن تغريدات مرفقة بلقطات لمحتوى الشاشة (سكرين شوت) لرسائل مع ويكيليكس عبر حسابه في تويتر، تتضمن معلومات عن مؤسسة سياسية روجت شائعات حول صلات ترامب المزعومة بروسيا، وطلب التعليق على تصريح للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، عبرت فيه عن رغبتها في القضاء على مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج باستخدام طائرة دون طيار.

وشملت الرسائل أيضا طلبات من ترامب جونيور ليفرج عن سجلات العوائد الضريبية لوالده المرشح الرئاسي آنذاك دونالد ترامب.

وتقول إحدى رسائل ويكيليكس: “مرحبا دون (في إشارة إلى دونالد الابن) لدينا فكرة غير عادية .. دعنا نتعرف على عوائد أبيك الضريبية”، وتتحدث رسائل تالية عن “مزايا” فعل ذلك بالنسبة لكل من حملة ترامب وموقع ويكيليكس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى