صحف بريطانية: تهديدات أردوغان ضد كردستان غير جادّة

على الرغم من النبرة المرتفعة التي تعالت من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب إعلان أكراد العراق المضي في مشروع الاستفتاء على الانفصال من العراق، فإن صحفاً بريطانية ترى أن ذلك لن يعني بأي حال من الأحوال أن تركيا قد تتدخل عسكرياً.
القوات التركية كانت قد أعادت تمركزها على الحدود العراقية، وأجرت تدريبات مشتركة مع القوات العراقية، لكن ذلك –على ما يبدو– جزء من الضغط التركي ليس على أكراد العراق وحسب، وإنما أيضاً على أكراد تركيا، الذين لم يتفاعلوا مع حدث الاستفتاء كما حصل مع أشقائهم في إيران.
الدولة التركية وبحسب صحيفة “ميدل إيست إي”، ترى أن أكبر تهديد يواجهها هو وجود دولة كردية مستقلة على حدودها سواء بالعراق أو سوريا، وفي الوقت ذاته يصوّت أكراد تركيا بالأغلبية لحزب الرئيس التركي “العدالة والتنمية”.
البروفيسور والمحلل السياسي صهيب أوغوت، قال إن موقف أردوغان من الاستفتاء الكردي في العراق، كان رداً على المخاوف الداخلية، وهو لا يعتقد أن أكراد بلاده يفكرون بالطريقة ذاتها التي يفكر بها أكراد العراق.
وأوضح أوغوت أن الأتراك “يفكرون بشكل مختلف، الشعب الكردي صوَّت لصالح حزب العدالة والتنمية، وهم يهتمون بأمن تركيا أيضاً ولا يتخذون قراراتهم على أساس العرق، لو كان الأمر كذلك لصوتوا للأطراف أخرى وما كانوا قد صوتوا لحزب العدالة”.
ويتابع أوغوت أن “الأكراد في تركيا لا يشعرون بالاغتراب، الأمر يعود إلى الطريقة التي يفسر بها أردوغان القومية، إنها قومية ليست عنصرية ولا شوفينية ولا تقوم على التمييز”.
أردوغان الذي يستعد منذ الآن لانتخابات 2019، سيكون بحاجة إلى أكثر من 50% من الأصوات ليحكم قبضته على البلاد دستورياً.
أصوات الأكراد أسهمت كثيراً في تمرير الاستفتاء على الدستور التركي الجديد، في أبريل الماضي والذي يمنح الرئيس صلاحيات واسعة.
ويرى محمد كابا، رئيس مركز دجلة للبحوث المجتمعية، أن أردوغان “لن يقوم بأي تحركات غير محسوبة وهذه المرة أيضاً لا تختلف، هذه التهديدات التركية ضد الاستفتاء الكردستاني هي جزء من محاولة أردوغان لإرضاء القوميين اليمينيين والحركة الشعبية، إنه يسعى لكسبهم”.
وكانت تركيا قد أعلنت مجموعة من الإجراءات ضد إقليم كردستان العراق، منها وقف الطيران إلى الإقليم الكردي وإجراء مناورات عسكرية مشتركة مع القوات العراقية، بالإضافة إلى حديث عن نية أنقرة إغلاق المعبر الوحيد مع إقليم كردستان”.
من جهتها، أوضحت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أنه ينبغي ألا تُؤخذ تهديدات الرئيس التركي ضد كردستان على محمل الجدية في الوقت الراهن، مضيفة أنه “غالباً ما يصدر الرئيس التركي تحذيرات مروعة وقاسية ضد أعدائه، ولكنه عادة ما يكون حذراً في حال أراد تنفيذ تهديداته”.
فقد حذر أردوغان من إمكانية إغلاقه خط أنابيب النفط الذي ينقل النفط الخام إلى البحر المتوسط، وفرض حصار بري وجوي على الإقليم، كما لوح بالحل العسكري ضده، بالتزامن مع إعلان وزارة الدفاع في بغداد إجراء مناورات عسكرية مشتركة واسعة النطاق مع الجيش التركي