قلم الإرادة

الوطن خط أحمر

الوطن كلمة بسيطة وحروفها قليلة، ولكنّها تحمل معاني عظيمة وكثيرة نعجز عن حصرها، فهو هويتنا التي نحملها ونفتخر بها، وهو المكان الذي نلجأ له ونحس بالأمان، هو الحضن الدافئ الذي يجمعنا، وهو نعمة من الله أنعمها علينا، فيجب علينا أن نحميه وندافع عنه ونفديه بروحنا وأغلى ما نملك ونعمل كيدٍ واحدة لبقائه آمناً صامداً ضد من يعاديه، ومهما كتبنا من عبارات وأشعار لا يمكن وصف الحب الذي بداخلنا، الوطن هو الأم والحضن الكبير الذي يحوي كل أفراد الشعب، وهو المكان الذي مهما ابتعد الإنسان عنه يبقى دائماً معلقاً به، ويتمنى العودة إليه عندما يُسافر ويبقى الحنين والشوق له، فتعلُّق الإنسان بالأرض والوطن أمر فطريّ غريزيّ؛ لأن الإنسان يشعر بأن هناك علاقة بينه وبين الأرض وترابها وسمائها، وكُل ما فيها، فحياته وذكرياته كُلها كانت في وطنه.
يحث ديننا الإسلامي على الولاء والوفاء للأوطان وحبها، فعندما أجبر خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على الخروج من مكة المكرمة قال: ” ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أنّ قومك أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ “، فيعلِّمنا عليه السلام واجب حب الوطن والانتماء إليه.
هكذا سطر الشعب السعودي أسمى معاني العزة والكرامة والوفاء لحبه لوطنه وقيادته وغيرته عليه والوقوف مع ولاة أمره ضد من أراد الفتن والدمار.
تحوّلت الدعوات إلى ما يسمّى إعلامياً بحراك 15 سبتمبر إلى غير ما أرادت له الحسابات الممولة من قطر وإيران، وكأن السحر انقلب على الساحر.
إن وحدة الوطن وتلاحمه تحت قيادتنا لدينا “خط أحمر” السعوديون لن يقبلون أن تتحول بلدنا كمصير الشعوب التي انجرفت خلف الشعارات الثورية المبطنة في مؤامرة الربيع العربي .. والتي مولت من بعض الدول المجاورة التي تريد الهدم لا البناء.
علينا الحذر من الأعداء والحاقدين يجب أن نتنبه ولا ننساق لكلامهم المعسول، ولا لتغريداتهم ولا لدعواتهم ونحسبهم (ناصحين صادقين) وهم يخفون من وراءهم الغدر والخيانة والنيل من هذا “الوطن “.
يجب أن نتنبه قبل أن نجد أنفسنا بلا وطن، ونفيق على غابة يحكمها أرذل البشر، عندها لن يرحم ضعفك أحد، ولن يشفق عليك أحد، وستحتاج لأعواماً لترجع للحضن الدافئ العطوف “الوطن “.
ألا نعتبر؟ ألا ننتبه؟ ألا نرى ما حصل لإخواننا في البلدان المجاورة ؟! أسأل الله أن يجمع شتاتهم ويصلح حالهم ويرحم ضعفهم.
إن الاعتبار الحقيقي أن نتجنب السقوط في هاوية الانفلات والشتات بعد ما شاهدنا بأم أعيننا الربيع الذي يريدون ..
لن يتمكن أي عدو أو متربص مهما كانت قوته أن يعبث ببلد أو مجتمع ما .. ما دام داخلنا قوياً متيناً فليكن داخلنا قويا صلباً ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمننا واستقرارنا حتى لو كان من داخلنا يجب التصدي له بقوة.
اليوم أزيد فخرا واعتزازاً بالشعب السعودي الذي وقف وقفة رجل واحد متحدين ضد أعداء الوطن من داخلها وخارجها ضد من سولت له نفسه بالمساس بأمننا واستقرارنا.
أزداد فخراً أيضاً بإخواننا من أهل الكويت والإمارات والبحرين الذين وقفوا معنا ضد من أراد الفتن وبث سموم الكراهية بيننا.
اليوم أقول يا وطني أنت بأمان ما دام لديك شعباً يسطر لك أسمى معاني الحب والوفاء ما دام لديك جيشان شعبك وجنودك البواسل وما دام لديك سلمان العز والكرامة.

 

**

سامي بن أورنس الشعلان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

‏Twitter: ‪@soalshalan ‬
‏

Email: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى