اقتصاد

هبوط الأسهم والعملات بسبب سوريا

أدى تصاعد التوتر بخصوص الأزمة السورية واحتمال توجيه ضربة عسكرية لها إلى العديد من الآثار السلبية على أسواق المال العالمية وأسعار العملات وأسعار النفط، ففتحت الأسواق الآسيوية على هبوط مؤشراتها وكذلك تراجع سعر الدولار وعملات الاقتصادات الصاعدة كالليرة التركية والروبية الهندية فيما ارتفعت أسعار النفط والمعادن.

وكانت أسواق الأسهم الخليجية بدأت أسبوع التعاملات بانخفاض كبير في مؤشراتها نتيجة التصعيد في الأزمة السورية.

وقال المحلل المالي السعودي بشر بخيت إن “سبب التراجعات هو التوتر في سوريا، وقد سبق أن شهدنا هذا السيناريو عدة مرات في السابق، إذ يتفاعل شعور السوق سلبا بشكل مبالغ فيه إزاء هذا النوع من المخاطر”.

الأسواق العالمية

ودفعت موجة بيع في الأسواق العالمية مؤشر نيكي للتراجع لأدنى مستوى في شهرين، الأربعاء، نتيجة بواعث قلق إزاء التداعيات المحتملة لضربة عسكرية قد تقودها الولايات المتحدة على سوريا في حين سارع المستثمرون بالتخارج من الأصول عالية المخاطر مما أفضى لصعود الين الآمن نسبيا.

كانت أسواق المال في العالم شهدت تراجعا جماعيا الثلاثاء مع احتمال توجيه تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة ضربة عسكرية إلى سوريا، إذ أنهى مؤشر داكس الرئيسي ببورصة فرانكفورت الألمانية تعاملات الثلاثاء بانخفاض نسبته 2.28% إلى 8242.56 نقطة بعد ارتفاعها في بداية التعاملات مدعومة بارتفاع مؤشر ثقة المستثمرين في الاقتصاد الألماني للشهر الرابع على التوالي.

وتراجع مؤشر يوروستوكس 50 للأسهم الرئيسية في منطقة اليورو بنسبة 2.56% إلى2747.27 نقطة، كما تراجع مؤشر كاك الرئيسي في بورصة باريس بنسبة 2.42% إلى 3968 نقطة ومؤشر فاينانشال تايمز لبورصة لندن بمقدار 51.1 نقطة إلى 6441 نقطة في ظل تكهنات بشأن احتمال ضرب سورية مطلع الأسبوع المقبل.

وفي تركيا المجاورة لسورية تراجعت بورصة إسطنبول للأوراق المالية بنحو 5%، وانعكست أجواء التشاؤم على الولايات المتحدة حيث تراجع مؤشر داو جونز بنسبة نصف في المئة رغم ارتفاع مؤشر ثقة المستهلكين في الاقتصاد الأميركي، وكانت أسهم شركات السياحة والسفر والصناعة الأكثر تضررا.

العملات

وهوت الروبية الهندية والليرة التركية لمستويات قياسية منخفضة جديدة، مع تسارع هروب المستثمرين من الأسواق الناشئة بدافع إضافي من الغموض بشأن تحرك عسكري غربي ضد سوريا.

وهبطت عملات أسواق ناشئة أخرى لأدنى مستوياتها في عدة سنوات رغم نزول عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات – التي تميل تلك العملات لاقتفاء أثرها – عن أعلى مستوياتها في عامين، كما تسببت خسائر العملات أيضا في خروج مستثمرين من البورصات الناشئة أيضا إذ خسرت 1.8 في المئة.

وتراجعت بشدة عملات الدول التي تعاني من عجز في ميزان المعاملات الجارية منذ لمح مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في مايو إلى أنه سيدرس خفض برنامج التحفيز النقدي، وامتدت الخسائر بعد ذلك إلى أسواق ناشئة أشد متانة.

وقال بينوات آن مدير استراتيجية الأسواق الناشئة لدى سوسيتيه جنرال في لندن: “نشهد اليوم المزيد من هذا الخروج ولكن مع إضافة تأثير المخاوف الجيوسياسية، ومن ثم تتوفر كل مكونات صدمة عزوف شديد عن المخاطرة، أضف إلى هذا الأداء الفاتر للبنوك المركزية في الأسواق الصاعدة مثل تركيا ولذا فنحن نواجه صدمة مرتبطة بالمصداقية أيضا”.

النفط والذهب

وفي نفس السياق، ارتفعت أسعار النفط في نيويورك ليصل سعر البرميل إلى 117 دولارا، وتوقع محللون استمرار إرتفاع الأسعار مع زيادة التصعيد في الأزمة السورية. 

وارتفعت أسعار السلع المعدنية من حديد ونحاس، وكذلك الذهب الذي استمر في تعزيز مكاسبه منذ بدأ التصعيد بشأن سوريا.

ووصل سعر أوقية الذهب في التعاملات الفورية صباح اليوم إلى 1431.09 دولار، بعدما وصل في وقت سابق من الجلسة الصباحية إلى 1433.31 دولار للأوقية.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى