سباق نحو طهران.. وآمال برفع العقوبات
في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين طهران والدول الست الكبرى – دول الخمسة زائد واحد- حالة من الشد والجذب السياسي في ظل توقيع اتفاقية مؤقتة بين الجانبين حول الملف النووي الإيراني، ظهر على السطح جدل حول الصيغة التي جرى بموجبها رفع بعض العقوبات الاقتصادية على إيران.
فقد وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما انتقادات للزيارة التي قام بها وفد إلى طهران يضم أكثر من مائة من كبريات الشركات الفرنسية يوم الاثنين الماضي واستغرقت ثلاثة أيام لبحث فرص الاستثمار في طهران، حيث وصف البعض هذه الزيارة بأنها أكبر تظاهرة غربية وخاصة من قبل فرنسا لاستباق الشركات الأميركية والاستفادة من إمكانية إيجاد فرص استثمارية والتحضير لفتح وإعادة فتح الأسواق الإيرانية لترويج منتجاتها.
أوباما: واشنطن لن تتسامح مع الشركات التي تخرق العقوبات على طهران
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند عقب لقائهما في البيت الأبيض، قال أوباما “إن واشنطن لن تتسامح مع الشركات التي تخرق العقوبات على طهران”. إلا أن هولاند أشار إلى أنه أبلغ الشركات الفرنسية بعدم إمكانية إجراء أي صفقات استثمارية قبل توقيع اتفاق نهائي بخصوص الملف النووي لطهران.
كوهن: هناك سوء فهم حول صيغة تخفيف بعض من العقوبات على طهران
وكان وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب ديفيد كوهن قال إن هناك سوء فهم من قبل المجتمع الدولي إزاء الصيغة التي تتعلق بتخفيف بعض من العقوبات الاقتصادية والتي وصفها بأنها بحر من العقوبات على إيران.
إلا أن الوفد الفرنسي الاقتصادي أشار إلى أن هذه الزيارة هي استكشافية وتهدف إلى التعرف على فرص الاستثمار دون توقيع أي اتفاقية في هذه المرحلة. يذكر أن الوفد يضم عملاق شركات النفط الفرنسية “توتال” ومجموعة الاتصالات “اورانج” وشركة “رينو” لصناعة السيارات إلى جانب عدد من كبريات الشركات في مجال الاستشارات والإدارة وقطاع الغذاء والمواد الطبية إضافة إلى القطاعات المصرفية. وتقدر مبيعات شركة “رينو” في طهران بما يقرب من مائة ألف سيارة سنوياً قبل سريان فرض العقوبات الاقتصادية على طهران.
ويتوقع وصول وفد من الشركات الألمانية المتخصصة في الصناعات الغذائية والصحة وقطاع صناعة السيارات في زيارة مماثلة إلى طهران نهاية شهر فبراير الحالي. كما أفادت تقارير غير مؤكدة بأن وفداً اقتصادياً هولندياً سيقوم بزيارة إيران قريباً إضافة إلى أن شركات أميركية تستعد أيضاً للتوجه إلى طهران في الأسابيع المقبلة لبحث آفاق استثمارية في حال التوصل إلى اتفاق نهائي مع طهران حول البرنامج النووي الإيراني.