عبرنا الشط على مودتك يا كاظم

ليس عندي مشكلة بتاتاً مع كاظم الساهر سوى أنه مطرب وأنا مواطن، كلانا يذهب بطريق مختلف هو يدندن بالألحان ويشدو بكلماتها وأنا أسير وأدندن حول “لكمات” نالها وطني قبل 27 عاماً رافعاً بحروفها شكواي عالياً، المسألة ليست إعجاباً أو اشمئزازاً من مطرب أو أغنية بقدر ما هو استغراب منسي يلفه كفن الذهول وتكبر عليه الذكريات إربعاً ليوارى في مقبرة زمن العجائب!
الساهر ابن العراق لم يدخل العراق إلا بعد إحتلاله بـ 8 أعوام، فهل كان ألمه لاحتلال وطنه – وهو أمر لا نعيب به عليه -أكثر ولاء من ألمنا لزيارة صوت كان يشدو باسم طاغية احتل بلادنا وأراد محو اسمها من الخريطة؟! لماذا لا نصاب بالمرض الهولندي إلا فيما يخص النفط ولا نصاب به من ناحية الوطنية نعم مرحباً وحيهلا بمرض هولندا حينما يداوي التي كانت بها الداء، فهولندا طردت مرتين المغنى يوهانس خيسترز الذي اشتهر بفضل النازيين الذين احتلوا هولندا لأربع أعوام، وكان فنان هتلر المفضل أيامها، طردوه مرةً في العام 2008 حيث رافقت احتجاجات قوية الحفلة الموسيقية الأولى لخيسترز في هولندا. ومرةً العام 1963 م حيث طرده جمهور أحد مسارح امستردام طرداً مبرحاً بعدما استقبله بتحية هتلرية، فهل وطنية الهولنديين “أطلق شوارب من وطنيتنا” وهل ذاكرتهم ذات حسب ونسب وطني بينما ذاكرتنا مترددة بالاختبار بين حفلة الساهر وبين تاريخ حافل من الألم يقطر دماً ودموعاً! أم أن هوى كاظم عند بعض قومنا غلاب لدرجة أنهم بذكرى الغزو التي لم يمر عليها إلا أيام عبروا شط مشاعر أهالي شهدائنا وأسرانا على موده أو “مودته “! إن صح التعبير.
**
فالح بن حجري – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @Bin_7egri