عروبتنا ما بين القدس وطهران!

مزعج جداً تشتيت المواطن العربي بقضايا متعددة ودوامة لا نهاية لها إلا الجنون أو الحل الإلهي، ومزعج أكثر هو عدد الضحايا في كل القضايا العربية المصيرية والتي دائماً ما تنتهي بخسارة كل الأطياف العربية لذاتها، ومؤلمة جداً الفرقة وتشاحن النفوس واستغلال بعض رواد سوق الفلوس لها لإشعال النار وإحلال الدمار وبث الفوضى بلا استقرار، لقد ضاع المواطن العربي في قضايا جوهرية عديدة وتساؤلات مديدة.. أبرزها:
١- قطر والحصار.
٢- سورية ونجاح الثورة.
٣- الأردن وحادثة السفارة الصهيونية.
٤- مصر الشعب وقيادة السيسي.
٥- اليمن ومصير الوحدة وميليشيا الحوثي.
٦- لبنان وتغلغل حزب الله.
٧- وحدة العراق وخلايا داعش.
٨- مستقبل منظومة دول مجلس التعاون.
٩- ارتيريا وجيبوتي.
١٠- الصحراء الغربية.
١١- الوحدة الليبية.
١٢- المد الصفوي والخلايا الإيرانية النائمة.
١٣- القدس والعروبة وعودة الأراضي المسلوبة.
وكل هذه المحاور تدور حول مركزين رئيسيين: القدس وطهران! لقد سعى النظام الإيراني منذ سقوط نظام صدام حسين لاستغلال التفكك العراقي والسيطرة والاحتواء حتى وصل الشام واستولى على بقايا الأحلام العربية، رص صفوفه في لبنان، ودمشق وبقية الأوطان، هذا في الشمال، وفي الساحل رصد الخلايا النائمة بأشكالها الناعمة حتى ابتلعتها يقظة رجال الأمن في الكويت بخلية العبدلي وفي البحرين بتكرار الكرّات مرة تلو المرات، ولم تتوقف عند ذلك فحسب بل حطت في اليمن وضربت في كل دار عصافير، واعتلت أبواقها عبر بوابات عديدة، وبرمياتٍ سديدة، وخطوات جديدة، وما زالت الأمة لا تعرف إلى أين المسير وما هو المصير؟!
لم تكن القدس بعيدة عن الساحة ولكن أمرها مختلف، فهي وحدتنا وعودتها وبها تتفق الكلمة، ولكن الأحداث الأخيرة أثبتت الصدمة، لقد تخلى العرب وثبت الشعب وانتصر لوحده بإرادة ربانية وما هي إلا سويعات حتى عاد الجحيم إلى قمته وانتهت النشوات بالانتصار!!
ما الذي يحاك لنا في أمتنا؟ هذه الأمة التي وإن اتحدت أرعبت وحققت، ما الذي أضاع قمتنا في قمم الانتظار؟ ما هي لحظات الاحتضار غير المرغوبة؟ وما هو مصير الأمة المنكوبة؟ ما بين أمل صعب وفشل واقع لم يعد للعقلاء مكاناً بين صفوف الضياع، لقد ضاعت عروبتنا ما بين أفواه بوابات طهران وتلال الربيع المحتلة في تل أبيب أو كما يحلو لهم “أڤيڤ”!!
من لم يتحد سيطوفه الركبان، وستضحك عليه الروايات عبر الأزمان، التنازلات البسيطة نجاح كبير بين الإخوة فليتحد الجميع ولتطوى الصفحات السوداء بأخرى بيضاء، ولينتهي الانهيار ببداية المسار. وحدتنا غاية وانقسامنا انهيار، والمؤامرات ترصد ونحن المرصودين، وعميق هو الكمين، ما بين تطبيع وتنفيع سقطت الهامات وارتفعت النهايات، لا تضيعوا المجد بأيديكم، ولا تبيعوا الجد بأكاذيب “سايكس بيكو”، ليحترم الجميع حدود الجميع، وليعين الجميع الجميع لاقتصاد مزدهر ووحدة متزنة، وجامعة مجتمعة لا “تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى”.. بعروبتنا نستطيع ولقدسنا نرفض التطبيع وللفرس لن نخضع ونطيع، لنرتب الأوراق فقط؛ لأن المكائد على بواباتنا ولندحرها جميعاً.
**
نبرة:
– كان حلمي أن أتمتع بولايات عربية متحدة مع حفظ حقوق كل كيان ووحدته واستقلاليته.. حلمي اليوم ألا تفقد الأمة المزيد من الأراضي بعد بوابة تقسيم السودان!
**
محمد العراده – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @malaradah