تأجيل مفاوضات جنوب السودان
قالت مصادر معنية بالمفاوضات بين طرفي النزاع في جنوب السودان، عن إرجاء الجولة الثانية بعد أن كان مقررا أن تنطلق الاثنين في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا.
ونقلت “فرانس برس” عن متحدث باسم حكومة جنوب السودان، مايكل ماكوي، قوله إن “المحادثات لن تستأنف اليوم”، مشيرا إلى إمكانية انطلاقها الثلاثاء.
كما أكد مسؤول في الحكومة الإثيوبية تأجيل المحادثات التي كانت من المقرر أن تجمع طرفي النزاع، بعد أكثر من أسبوعين على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الذي لا يزال يواجه خروقات.
ويسعى الوفد الحكومي التابع للرئيس سلفا كير، ووفد مناصري نائبه السابق رياك مشار، إلى التوصل لاتفاق سياسي ينهي النزاع الذي اندلع منتصف ديسمبر الماضي، بعدما استغرق الأمر 20 يوما من المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية فقط.
وكانت الهيئة الحكومية لتنمية شرق إفريقيا “إيغاد” -التي تتوسط في النزاع- أعلنت الأحد أن “الجولة الثانية من المفاوضات بين طرفي جنوب السودان تتمحور حول الحوار السياسي والمصالحة الوطنية، ستطلق رسميا الاثنين في 10 فبراير”.
وقالت إيغاد إنها “تشاورت” مع الطرفين من أجل “وضع إطار وهيكلية وتنظيم” هذه الجولة الثانية من المحادثات، لكن بدون توضيح ما إذا تم التوصل إلى اتفاق حول إطار هذه المحادثات.
على طاولة البحث
وفد مشار غير متفائل بجدية المحادثات، ويقول إن جوبا “لا تحترم التزاماتها”.
وقال الناطق باسم وفد مشار، يوهانس موسى بوك، إنه سيتم خلال هذه الجولة من المحادثات التطرق إلى المسائل المتعلقة بقيادة الجيش الشعبي لتحرير السودان، الحزب الحاكم الذي يتنافس فيه كل من مشار وكير منذ أشهر طويلة، ثم تلك المتعلقة بمؤسسات البلاد.
وأضاف أن معسكر مشار سيطالب باستبدال الرئيس كير “بشخصية مستقلة” بحلول الانتخابات العامة المرتقبة في 2015، وهو مطلب غير مقبول لدى السلطات في جنوب السودان.
وقال: “لسنا متفائلين لأننا نعلم أن الحكومة ليست جدية بخصوص المحادثات. إنها فقط تحت الضغط الدولي من أجل إجراء محادثات” متهما السلطات في جنوب السودان “بعدم احترام التزامها” بالإفراج عن شخصيات من معسكر مشار لا يزالون معتقلين في جوبا.
قضية المعتقلين
تم الإفراج عن 7 شخصيات ومن المقرر أن يشاركوا في جول المحادثات الثانية.
وتم اعتقال 11 شخصية سياسية اعتبرت مؤيدة لرياك مشار.
وتم الافراج عن سبع شخصيات منها في 30 يناير بموجب اتفاق ملحق باتفاق وقف إطلاق النار الذي نص بعبارات غامضة على العمل من أجل الإفراج عن المعتقلين. وقالت إيغاد إن الشخصيات السبع التي افرج عنها ستشارك في المحادثات بموجب هذا الاتفاق.
ووصلت مجموعة أولى من إيغاد تضم 14 شخصا منذ مطلع فبراير إلى جوبا لدرس الانتشار المستقبلي لمراقبين مكلفين مراقبة وقف إطلاق النار.
وأوقع النزاع آلاف القتلى منذ منتصف ديسمبر، وأدى إلى تهجير 900 ألف شخص من منازلهم. وإضافة إلى المعارك التي امتدت سريعا من جوبا إلى مختلف أنحاء البلاد، ارتكبت مجازر ذات طابع إثني بين قبيلتي الدينكا والنوير التي يتحدر منهما كل من كير ومشار على التوالي.