إقليمي وعالمي

فرنسا تنتخب رئيساً جديداً اليوم وماكرون يتصدر استطلاعات الرأي

بعد حملة انتخابية صاخبة حفلت بالفضائح والمفاجآت يواصل الناخبون الفرنسيون اليوم (الأحد) التصويت للاختيار بين المرشح الوسطي المؤيد للاتحاد الأوروبي إيمانويل ماكرون والمرشحة اليمينية المتطرفة المعادية للتكتل والمناهضة للهجرة مارين لوبن، لرئاسة بلادهم خلال السنوات الخمس المقبلة.

وفتح حوالى 67 ألف مركز اقتراع أبوابه أمام الناخبين الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي. وستعلن مؤسسات استطلاع الرأي التقديرات الأولية بحلول الساعة الثامنة مساء (18:00 بتوقيت غرينيتش) بمجرد إغلاق جميع مراكز الاقتراع.

وقالت وزارة الداخلية الفرنسية اليوم إن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 28.23 في المئة بحلول الظهر بالتوقيت المحلي.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الفرنسيين سيختارون ماكرون وزير الاقتصاد السابق البالغ من العمر 39 عاماً الذي يريد رأب الصدع بين اليمين واليسار ومقاومة المد الانعزالي الذي شهد تصويت البريطانيين لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي واختيار الأميركيين دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة.

لكن إذا حدثت نتيجة غير متوقعة وفازت لوبن مرشحة حزب «الجبهة الوطنية» فإن مستقبل الاتحاد الأوروبي قد يصبح على المحك. ويتفوق ماكرون، الذي يريد تحرير الاقتصاد وتعميق التكامل مع الاتحاد الأوروبي، على لوبن في استطلاعات الرأي بحوالى 23 إلى 26 نقطة مئوية.

وأثبتت استطلاعات الرأي دقتها في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الشهر الماضي. وصعدت الأسواق في نهاية الأسبوع الماضي في رد فعل لاتساع الفارق لصالح ماكرون على منافسته بعد مناظرة تلفزيونية مريرة بينهما الأربعاء الماضي.

وقال فرانسوا سافاري وهو مدير استثمارات في شركة «برايم بارتنرز» لإدارة الصناديق في جنيف «زدنا من استثماراتنا في الأسهم وأضفنا بعض الأسهم الفرنسية بعد الجولة الأولى. يبدو أن المخاطرة السياسية الكبرى المتمثلة في احتمال فوز لوبن تتلاشى».

وفي حملة انتخابية شهدت سقوط المتصدرين واحداً تلو الآخر جعلت لوبن، التي تريد إغلاق الحدود والتخلي عن عملة اليورو وكبح الهجرة، اليمين المتطرف أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى في أوروبا الغربية منذ الحرب العالمية الثانية.

وحتى لو ثبتت دقة استطلاعات الرأي وانتخبت فرنسا أصغر رئيس سناً بدلاً من انتخاب أول امرأة للرئاسة فإن ماكرون نفسه لا يتوقع شهر عسل.

وقد يكون عزوف الناخبين عن التصويت مرتفعاً ويقول حوالى 60 في المئة ممن يعتزمون التصويت لماكرون إنهم سيفعلون ذلك لمنع انتخاب لوبن لقيادة ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بدلاً من كونهم يتفقون تماماً على المصرفي السابق الذي تحول إلى السياسة.

وفي سياق متصل، أعلنت الشرطة الفرنسية ومسؤول في حملة  ماكرون، أن السلطات أخلت غرفة للصحافيين وساحة متحف اللوفر التي من المتوقع أن يلقي فيها خطاباً، لإجراء فحوص أمنية بعد العثور على حقيبة مريبة.

وقال مسؤول في حملة ماكرون: «بعد رصد حقيبة مريبة، طلبت السلطات من 300 صحافي مغادرة المنطقة لأسباب أمنية، ونقلتهم إلى منطقة أخرى». وأوضحت شرطة باريس، أن الخطوة احترازية واتخذت لإجراء فحوص أمنية.

* انتخابات البرلمان

على أي حال لن تضع انتخابات اليوم نهاية للمعركة بين التيار الرئيس والسياسات الأكثر تطرفاً في فرنسا مع إجراء الانتخابات البرلمانية التي تحظى بنفس الأهمية الشهر المقبل.

فبمجرد انتهاء انتخابات الرئاسة سينصرف الاهتمام على الفور إلى ما إذا كان الفائز قادراً على اقتناص غالبية برلمانية. وأظهر أول استطلاع رأي للانتخابات البرلمانية نشر هذا الأسبوع أن بوسع ماكرون اقتناص تلك الغالبية.

وسيعتمد الأمر كثيراً أيضاً على نسبة التصويت التي سيحصل عليها ماكرون ولوبن اليوم. وقالت ماريون مارشال لوبن ابنة شقيق لوبن لصحيفة «لوبينيون» إن نتيجة 40 في المئة ستكون بالفعل «انتصاراً هائلاً» لـ «الجبهة الوطنية».

وسيشكل الفائز فصلاً جديداً في السياسة الفرنسية بعد أن حكم الحزبان اليساري واليميني الرئيسان، وهما «الحزب الاشتراكي» وحزب «الجمهوريين»، فرنسا لعقود. ومني الحزبان بهزيمة مهينة في الجولة الأولى من الانتخابات.

وتعرضت الحملة الانتخابية لمفاجأة أخرى الجمعة قبيل فترة الصمت الانتخابي مباشرة التي يحظر فيها على الساسة التعليق إذ قالت حملة ماكرون إنها تعرضت لعملية اختراق إلكتروني ضخمة شملت رسائل إلكترونية ومعلومات عن تمويل الحملة على الإنترنت.

وينتشر ما يربو على 50 ألف شرطي لتأمين الانتخابات. والأمن مصدر قلق رئيس في أعقاب سلسلة من هجمات المتشددين في باريس ونيس وغيرها في السنوات القليلة الماضية والتي أسفرت عن مقتل ما يزيد على 230 شخصاً في العامين ونصف العام الماضيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى