الشطي: مسار أسواق النفط يعود للإيجابية والتماسك
أكد الخبير النفطي محمد الشطي عودة تماسك أسعار النفط الخام بالدرجة الأولى الى الأجواء الايجابية التي أوجدها اتفاق اوبك والمنتجين المستقلين وقناعة المضاربين والمستثمرين والمراقبين بأن أسواق النفط تتجه الى التوازن ولذلك تحافظ أسعار نفط خام برنت عند متوسط 55 دولارا للبرميل خلال شهري يناير وفبراير 2017.
وقال الشطي في تصريح لـ ، إن هناك مؤشرين يحتاجهما السوق للمضي في طريق التعافي هما:
(١) تحول في أسعار النفط الى الباكورديشين وهي حالة تكون فيها أسعار النفط حالياً اعلى منها في المستقبل لنفط برنت، وهي تأتي نتيجه ارتفاع الطلب العالمي في اسواق النفط عن المعروض مما يوفر اجواء سحوبات في مخزون النفط، والسؤال لماذا لم يحدث هذا الي الان؟ ويقترح بنك غولدمان ساكس وغيره بان ذلك يعود الي ارتفاع المعروض والإمدادات ومستويات الانتاج خلال الأشهر اكتوبر – ديسمبر من عام 2016 ، وهو اسهم بشكل فاعل في استمرار الارتفاع الي مستويات غير مسبوقة ويعود ذلك لارتفاع الوردات من النفط والتي تزامنت مع ارتفاع طاقه التكرير التي دخلت برامج الصيانه مما يقلل الحاجه لتكرير النفط الذي ينتهي المطاف به الى المخزون.
(٢) منصات وأبراج الحفر والتي حققت تعافيا غير مسبوق وبوتيرة عالية من 317 في 27 مايو 2016 ليصل الى 598 في 17 فبراير 2017، ومخاوف السوق أن تزيد وتيرة الزيادة لتكون 50 شهريا وهو إذا ما حدث يعني توقع ارتفاع الانتاج الامريكي أكبر من المتوقع حاليا، علما بأن الإنتاج الأمريكي قد حقق انخفاضا من 9.4 مليون برميل يوميا في 2015 الى 8.9 مليون برميل يومياً في 2016، وتتوقع البيت الاستشاري أن يرتفع الى 9.13 مليون برميل يومياً في 2017 ثم الى 9.78 مليون برميل يومياً في 2018. عموما المخاوف من تسارع في وتيرة ارتفاع انتاج النفط الامريكي قد تؤثر سلبا على جهود الاوبك، ولكن المؤشرات في السوق أن هذا لن يحدث وتبقى ضمن قدرة السوق على الاستيعاب ليتجه السوق للتوازن.
وحول تساؤل المراقبين عن توقيت التوازن، وقال وفق ما قاله غولدمان ساكس فإن ذلك سيحدث في الأشهر ابريل – يونيو 2017 حيث يسجل المخزون الامريكي سحوبات متتالية تدفع بأسعار نفط خام الاشارة برنت باتجاه 59 دولار للبرميل، بينما تتوقع سكرتارية الاوبك بأن استمرار التزام الاوبك والمنتجين المستقلين باتفاق الاوبك طوال أشهر 2017 يحتاجه السوق لتحقيق توازن السوق النفطية وسحوبات من المخزون النفطي خلال النصف الثاني من عام 2017.
