“القاعدة” تنصاع لمطالب سكان في جنوب اليمن

انسحب مسلحو “القاعدة” من بلدتي لودر والشقراء في محافظة أبين جنوب اليمن الجمعة 3 فبراير/شباط وذلك بعد يوم واحد من استيلاء التنظيم على البلدتين المذكورتين إذعانا منه لمطالب السكان.
وأكد مسؤول محلي في المنطقة في حديث نقلته “فرانس برس” أن مقاتلي “القاعدة” انسحبوا الى التلال المحيطة بالبلدتين بعد احتشاد أعداد كبيرة من السكان، وتهديديهم بحمل السلاح لمقارعة “القاعدة”.
وفي هذا الصدد، اعتبر مسؤول أمني يمني في حديث لـ”فرانس برس” أن انسحاب القوات الموالية للحكومة احتجاجا على التأخر في دفع رواتبها، أتاح دخول “الجهاديين” لودر وشقراء مساء الخميس 2 فبراير/شباط، مشيرا إلى أن مسلحي “القاعدة” لا يزالون يتمركزون في قرية احور التي اجتاحوها هي الأخرى تزامنا مع اقتحامهم لودر وشقراء، وأن القوات اليمنية تعاني نقصا حادا في السلاح والعتاد الأمر الذي يحول دون مواجهة المسلحين وصد هجماتهم المتكررة.
وذكر المسؤول اليمني أن مقاتلي “القاعدة” انتشروا في لودر وشقراء بعد اقتحامهما وأقاموا فيهما حواجز مراقبة ونسفوا مبنيين أمنيين هناك، فيما تعرب مصادر قبلية عن تخوفها من احتمال استعادة المسلحين السيطرة على زنجبار، كبرى مدن أبين بعد أن طردتهم منها ومن قراها القوات الموالية للرئيس عبد ربه هادي الصيف الماضي.
كما كشفت مصادر أمنية يمنية عن مقتل ستة من رجال الشرطة اليمنية لدى انسحاب قافلة أمنية من لودر في طريقها إلى عدن كبرى مدن الجنوب اليمني، وذلك نتيجة لوقوع القافلة في كمين محكم نصبه مسلحو “القاعدة”.
وفي هذه الأثناء، تحدثت مصادر قبلية يمنية عن قصف بحري “أمريكي على الأرجح”، طال أمس الخميس قرية خبر المراقشة الجبلية معقل الـ”قاعدة” في محافظة أبين، فيما نفت وزارة الدفاع الأمريكية صحة هذه الأنباء.
فرع “القاعدة” في اليمن صار أقوى من أي وقت مضى
“إنترناشونال كرايزيس غروب”، وهي “مجموعة الأزمات الدولية”، أكدت في تقرير صدر عنها أمس الخميس أن “فرع تنظيم “القاعدة” في اليمن بات أقوى من أي وقت مضى”، وأن التحركات العسكرية الأمريكية وغارة واشنطن على مواقع “القاعدة” وسط اليمن الأحد الماضي، قد تؤجج “المشاعر المعادية” لواشنطن هناك على خلفية “الخسائر المدنية الفادحة” التي تترافق بها هذه الغارات.
وأشارت المجموعة المذكورة في تقريرها إلى أنه ورغم الانتكاسات التي لحقت بتنظيم “القاعدة”، إلا أنه “مستمر في الازدهار في اليمن مع انهيار مؤسسات الدولة وتنامي النعرات الطائفية واتساع الفراغ الأمني والتراجع الاقتصادي” هناك، وحمّلت كل أطراف النزاع اليمني بين محليين وأجانب المسؤولية عن “التراخي” الذي أدى إلى صعود “القاعدة” و”داعش” في اليمن.