ولا تفرقوا
أحبائي لقد بدأت كلامي معكم بقوله تعالى (تعالوا إلى كلمةٍ سواء) ليكون كتاب الله شاهدٌ علينا، وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم بيننا، إنني أدعوكم جميعاً للوحدة والتماسك والاعتصام بحبل الله المتين وأحذر في نفس الوقت من الفرقة والتنابذ لأن أعداءنا من حولنا يريدون لنا التفكك والانهيار ويشعلون النار فيما بيننا ويقفوا هم ليشمتوا فينا وقد دب الصراع بين الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى، أذكركم يا إخواني بأمجاد آبائكم وأجدادكم على مر العصور هذه الأمجاد التي نحيا بها إجعلوها نوراً يهديكم إلى الرشد في حالك الظلمات، كونوا كالغيث من السماء يقع على الأرض فينتفع به الجميع، وأتساءل لماذا تحدث الفرقة وتعدد الآراء وكل فريق أخذ فريقاً وانتحى جانباً؟؟ أكان السبب في كل ذلك هي الانتخابات؟؟ ولماذا نجعل الانتخابات وهي شيء عارض في حياتنا أصلاً في خلافنا؟ وقد مرت بنا محناً كبيرة ولم نفترق، وها هي الانتخابات قد مرت ربح فيها من ربح وخسر فيها من خسر.
أدعوكم جميعاً أن نجلس على طاولة واحدة تجمعنا نلملم جراحنا ونبحث عن النقاط الضعف والقوة أستحلفكم بالله يا كل شاب وفتاة يا كل رجل وامرأة يا شيوخنا ومرشدينا أن لا تجعلوا النزاع بيننا يتسع اعملوا جميعاً على رأب الصدع بيننا وسامحوا من أخطأ فالعفو من شيم الكرام وأنا عهدتكم كرام أعزاء شرفاء، كونوا غصة في حلوق أعدائنا لا تشقوا لهم طريق بيننا فننقسم على أنفسنا ونضعف، أعزائي أن السياسة على مر العصور والأزمنة هي سبباً أساسي في النزاع والفرقة بين الناس ولا تجعلوها أساساً في حياتنا فيكون ذلك سبباً في انفراط عقدنا واذكركم بقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وقوله تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) صدق الله العظيم
خالد الشبلي – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية