إقليمي وعالمي

الخارجية الإيرانية تفنّد اتهامات رئيس القضاء

دخلت وزارة الخارجية الإيرانية على خط السجال بين الرئيس حسن روحاني ورئيس القضاء صادق لاريجاني، على خلفية نشاط رجل الأعمال بابك زنجاني الذي صدر حكم بإعدامه، بعد إدانته باختلاس 3.5 بليون دولار.

وكان لاريجاني انتقد الوزارة، إذ اتهمها بالامتناع عن التعاون لملاحقة الأصول المالية لزنجاني في الخارج، والمساعدة في استعادتها. لكن الوزارة أكدت في بيان تعاونها في شكل كامل مع وفود زارت عواصم لاسترجاع تلك الأموال، مستدركة أنها لا تستطيع متابعة عمليات مالية لم تتم في شكل قانوني في تلك العواصم، وزادت: «كل التعاملات التي أجراها زنجاني كانت غير قانونية ومزورة، وجرت في شكل سري، بحيث لا يقتصر الأمر على تشكيل عصابات فاسدة في إيران، بل انسحب إلى الارتباط بأفراد وبشبكات فاسدة مالياً خارجها».

وأضاف البيان أن القضاء لم يطلب من وزارة الخارجية سوى تسهيل زيارة لجان تابعة للقضاء، وترتيب لقاءات مع شخصيات في تلك الدول، نافياً تصريحات أدلى بها صادق لاريجاني، تتّهم السلك الديبلوماسي بالامتناع عن التعاون في هذا الصدد.

إلى ذلك، وقّع 40 نائباً، معظمهم أصوليون، عريضة تطالب روحاني بدرس اتهامات موجّهة إلى شقيقه حسين فريدون. ويعتقد الإصلاحيون وأنصار الحكومة بأن النائبين السابقين علي رضا زاكاني وحميد رسائي، المحسوبَين على «جبهة بايداري» القريبة من الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، يديران هجوماً على الرئيس، إذ كتب زاكاني على موقع «تويتر»: «على الرئيس روحاني الاستجابة إلى مطالب المواطنين، بتقديم فريدون أمام محاكمة يجب إجراؤها بأسرع وقت». ويرى أنصار الحكومة أن النائبَين يريدان استهداف روحاني من خلال شقيقه، خصوصاً أن هذه الدعوات تأتي قبل خمسة أشهر من انتخابات الرئاسة التي يستعد روحاني لخوضها.

وتعتقد أوساط أصولية بأن روحاني يحاول الانفتاح على الغرب، لا سيّما في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول الست. وترجّح أن تمكّنه ولاية ثانية من استثمار الأجواء التي ستكون أكثر إيجابية، في شأن رفع العقوبات المفروضة على إيران، وهذا ما يدعو إلى تعامل أكبر مع شركات غربية ترى فيها تلك الأوساط خطراً على مصير الثورة وشعاراتها المناهضة للهيمنة الأميركية والغربية.

في السياق ذاته، حذر حسام الدين آشنا، وهو مستشار ثقافي لروحاني، من أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب «سيحاول، بتدابيره الإيذائية، تحريض إيران على انتهاك الاتفاق النووي، وبذلك إعطاء ذريعة لفرض عقوبات عليها أو تشديدها».

وكتب على موقع «تويتر»: «على الجميع التعامل بحذر، حفظاً للمصالح الوطنية ولمصالح الشعب، والامتناع عن إعطاء أي ذريعة في يد أميركا». وتابع: «هذا الموضوع سيحظى بمزيد من الأهمية، حين ندرك مكانتنا الإقليمية المناسبة». ونبّه إلى أخطار «وضع إيران في مواجهة تهديدات عسكرية وعقوبات واتهامات جديدة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى