اقتصاد

إنتاج “أوبك” هبط بمستوى قياسي خلال ديسمبر الماضي قبل سريان اتفاق الخفض

أظهر مسح أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من النفط هبط في ديسمبر من مستوى قياسي قبل سريان اتفاق لخفض الإنتاج بفعل هجمات على منشآت نفطية في نيجيريا وقيام السعودية -أكبر مصدر للخام في العالم- بتقليص صادراتها.
وجاء التراجع – وهو الأول منذ مايو بحسب مسوح رويترز – على الرغم من زيادة في صادرات العراق ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك واستمرار ارتفاع إنتاج ليبيا.
وانخفض إنتاج أوبك في ديسمبر إلى 34.18 مليون برميل يوميا من مستوى معدل بلغ 34.38 مليون برميل يوميا في نوفمبر وفقا لما أظهره المسح الذي استند إلى بيانات ملاحية ومعلومات من مصادر في صناعة النفط.
وارتفع أسعار النفط إلى 58.37 دولار للبرميل يوم الخميس مسجلا أعلى مستوياته في 18 شهرا مدعوما بدخول اتفاق أوبك لخفض الإنتاج حيز التنفيذ من الأول من يناير .
وقال بجارن شيلدروب كبير محللي السلع الأولية لدى (إس.إي.بي) إن التأثير الإيجابي للاتفاق على الأسعار ربما لن يحدث على الفور.
وأضاف قائلا “لسنا بالضرورة بصدد صعود فوري للأسعار. إحدى المشاكل هي إنتاج أوبك المرتفع جدا في الربع الأخير من 2016.”
“تثير الزيادة المستمرة في إنتاج ليبيا من الخام أيضا مخاوف من أن خفض إنتاج أوبك ربما يكون أقل فعالية.”
وبناء على مسح ديسمبر ضخت أوبك 1.68 مليون برميل يوميا فوق المستوى المستهدف للإنتاج البالغ 32.50 مليون برميل يوميا الذي اتفقت عليه المنظمة في 30 نوفمبر ليبدأ تنفيذه في الأول من يناير وهو أول قرار لها بخفض الإنتاج في ثماني سنوات.
وبدأ إنتاج أوبك في الصعود منذ قرارها في أواخر 2014 الدفاع عن حصتها السوقية بدلا من خفض الإنتاج لدعم الأسعار وضخت السعودية والعراق وإيران المزيد من الإمدادات وارتفع الإنتاج أيضا مع عودة إندونيسيا في 2015 والجابون في 2016 إلى عضوية أوبك.
وفي ديسمبر جاء أكبر خفض في الإنتاج من نيجيريا رغم أنه لم يكن خفضا متعمدا لتعزيز الأسعار.
وقالت مصادر في المسح إنه لم يتم تصدير أي كميات من خام فوركادوس النيجيري في أعقاب هجوم على خط أنابيب وهبطت إمدادات حقل أجبامي فيما يرجع على الأرجح إلى أعمال صيانة مقررة.
وتم استثناء نيجيريا وليبيا من اتفاق أوبك لخفض الإنتاج بسبب خسائر إنتاجهما بفعل الصراعات.
وهبط إنتاج السعودية – التي قالت إنها ضخت كميات مرتفعة قياسية في نوفمبر – في ديسمبر بحسب تقديرات مصادر في المسح.
وانخفضت الصادرات مع تراجع طلب العملاء وليس بسبب تنفيذ خفض بموجب اتفاق أوبك.
ومن بين الدول التي ارتفع إنتاجها جاءت أكبر زيادة وقدرها 70 ألف برميل يوميا من ليبيا بعد إنهاء إغلاق استمر عامين في ديسمبر لخطوط أنابيب تمتد من حقلين نفطيين في غرب البلاد، ولا يزال التعافي يواجه مخاطر من الصراع السياسي.
وأظهر المسح أن الإنتاج ارتفع أيضا في العراق حيث من المرجح أن تتجاوز الصادرات من جنوب البلاد المستوى القياسي المرتفع المسجل في نوفمبر تشرين الثاني والبالغ 3.407 مليون برميل يوميا بحسب بيانات ملاحية ومصادر في القطاع.
وزاد إنتاج إيران بمقدار 30 ألف برميل يوميا بعدما سمح لها اتفاق أوبك بزيادة إنتاجها الذي تضرر من العقوبات.
ويستند مسح رويترز إلى بيانات ملاحية من مصادر خارجية وبيانات تومسون رويترز ومعلومات من مصادر بشركات نفطية ومصادر بأوبك وشركات استشارية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى