تصريحات ومواقف
يستغرب الكثير من المتابعين من التلّون الواضح في المواقف السياسية وعدم الثبوت علي موقف واضح وصريح فنلاحظ التصريحات المؤيدة من بعض أعضاء مجلس الأمة وغيرهم من الناشطين السياسيين لموقف ما أو قضية معينة وبعد أيام نكتشف تغير هذا الموقف بسبب تبادل المصالح وهو دليل على عدم التوازن السياسي، ودليل واضح على التخبط في الرأي والتسرع في تصريحات التي لا تلامس الواقع السياسي وقد يكون لها أهداف كثيرة في تحسين الصورة السيئة في الإنجاز والفشل في تحسين الخدمات للمواطنين وكذلك الرغبة في الحضور الباهت الذي لا يدوم وليس له أي تأثير واقعي.
الكثير من هؤلاء لا يملك أي حنكة سياسية وفنية في الإدلاء بالتصريح أو بالأقوال ويتخبط كثيراً في مواقفه ولنا خير دليل وبرهان واضح على ذلك في اختلاف كثير من المواقف في التصويت لدي بعض أعضاء المجلس النيابي فمنهم من كان يؤيد قضية معينة والآن يعارض والسبب ليس الاقتناع بالخطأ وإنما تحركه مصالحه الضيقة ضارباً بعرض الحائط المصلحة العامة وتحقيق الأهداف الرئيسية لوجوده في التشريع والرقابة والمحاسبة والاهتمام بكل القضايا التي تهم الوطن والمواطن، وهنا يجب الإشادة بأعضاء المعارضة السابقين والمقاطعين للمجلس وآلية التصويت فية على الثبات على مواقفهم السياسية في محاربة الفساد وإقصاء شخوصه والمحافظة على المال العام والأهم من كل ذلك الاهتمام بالإنسان الكويتي وتحقيق مصالحه والدفاع عنها.
إن تبديل المواقف “حركة سخيفة ” لا تنطلي على المواطن الواعي فهو يراقب ويتحري ويدقق في كلمات وتصريحات السياسيين فعصرالتصاريح للاستهلاك المحلي وحب الظهور والمراهقة السياسية انتهى بلا رجعة بفضل فطنة وذكاء ومتابعة الصغير والكبير من أبناء المجتمع الكويتي المدرك لما يحيط به من أمور.
نصيحة أخيرة لمن يهمه الأمر أنه يجب التأني قبل التصريح ويجب مراجعة النفس ووضع المصلحة العامة ومصلحة الوطن والمواطنين قبل أي مصلحة أخرى والأخذ بعين الاعتبار بأنه يخاطب “عقولٌ كبرت” لا يمكن أن تمر عليها هذه الخدع السياسية وإن التزمت الصمت في إبداء ردة الفعل فهذا دليل على الفشل الذريع والتخبط في المواقف المتلونة والغريبة، فالحذر كل الحذر من الاستخفاف والتلاعب في عواطف وعقول المواطنين.
دالي محمد الخمسان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bnder22