قلم الإرادة

الشعوب العربية ملت

   مع الحكومات العربية العنيدة لم تعد هناك أعذار لأحد، وعلى الجميع العمل، فقد حان الوقت لنشعر أن نعيش في دول مؤسسات حقيقية، وليس دول شعارات، وتصريحات.

 

نعم حان وقت العمل والجد، وعلى كل وزيران يعمل بجد، ويكون بمستوى المسؤولية التي أنيطت به، فالشخص الذي يتولى هذا المنصب لا يختار من أجل سواد عيونه، ولا لطلته البهية إنما يختار على أساس أنه أهل لهذا المنصب، ولذلك عليه أن يثبت تلك الأهلية بالعمل الجاد، وليس بالعمل لتحقيق مكاسب شخصية.

 

في كل دول العالم هناك لجنة لكل وزير تحول الأفكار إلى مشاريع، وهذا ما نحتاجه في الوطن العربي بشرط ألا تتحول تلك اللجنة مقبرة للأفكار والمشاريع، فنحن كشعوب عربية  نريد أن نرى وزراء يعملون، وليسوا وزراء Just talk نريد وزارء لا يخافون من المساءلة النيابية، أي ألا يعملوا ضد القانون والدستور؛ بل يعملوا بضمير، يكونوا بمستوى القرارات التي يتخذونها، وأن يضعوا الله نصب أعينهم، وتكون مصلحة الوطن والمواطن هي الشغل الشاغل لهم.

 

نريد حكومة تعمل، لا حكومة تتلهى بالحجج والمهاترات، فالشعوب العربية ملت من الوضع المتردي الذي أوصلتنا إليه الأزمات السياسية المفتعلة.

 

نعم، نريد حكومة تنجز بجد، وتعرف كيف تسوق إنجازاتها عبر وسائل الأعلام، وليس تسويقاً للوزراء.

 

نريد أناساً متخصصون يعملون بمبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب، ويجب أن يشعر الشعب بذلك كي نصفق لهم، على الأقل، ونشعر بإنجازاتهم بالفعل وليس بالكلام.

 

إن غالبية الحكومات العربية السابقة كانت حكومات وعود وكلام وليست حكومات عمل ولذلك على أي حكومة عربية قادمة أن تزيل هذه القناعة من أذهان الشعوب عبر العمل، وعلى الوزراء أن يثبتوا ذلك، هذا في حال جرى الاختيار على أساس الجدارة، أما إذا تم تعيين وزراء على أساس المحسوبية، ومراعاة لخاطر فلان ومن أجل عيون فلان، عندها لا تقدم ومكانك قف.

 

في إحدى الدورات الخارجية التي شاركت فيها تعلمنا، كيف تترجم  الفكرة إلى مشروع ناجح، بشرط أن يتوافر لديك فريق العمل المؤسساتي الجدير بتأدية هذه المهمة، ولهذا أتمنى من أي رئيس وزراء حكومات عربنا النظر بجدية إلى وسائل تسويق إنجازات الحكومة الصحيحة والجدية وإذا لم يستطيعا ذلك، أنا اقدم لكم وإلى الوزراء آلية العمل الناجح.

 

عبد الفتاح الدربي ـ كاتب وإعلامي

 

Twitter: @rdarbi

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى