المعارضة السورية: إيران تعطل اتفاق الإجلاء من حلب

اتهم مسؤولون في المعارضة السورية إيران وميليشيات تابعة لها بتعطيل اتفاق إجلاء مدنيين محاصرين في حلب.
وقال رئيس الجناح السياسي لـ «جبهة أحرار الشام» منير السيال، إن إيران تصر على السماح بخروج أناس من قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين قبل السماح باستئناف عمليات إجلاء سكان حلب. وأضاف أن روسيا «فشلت في ضبط الميليشيات الطائفية في حلب لإتمام الاتفاق وعليها التزام تعهداتها».
وقال السيال لـ «رويترز»: «إلى هذه الساعة تنتهز إيران وأدواتها الطائفية الحالة الإنسانية لأهلنا في حلب المحاصرة ويمنعون خروج المدنيين من حلب حيت يتم إجلاء مجموعاتهم من الفوعة وكفريا».
وكانت مصادر في المعارضة والنظام و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» أعلنت في وقت سابق اليوم، التوصل إلى اتفاق جديد يتضمن إخراج أعداد من المدنيين والمسلحين من بلدتي كفريا والفوعة المواليتين مقابل إخراج عدد مماثل من مضايا والزبداني في ريف دمشق، وذلك بعدما عُلّقت عمليات الإجلاء أمس لاتهام النظام معارضين بخرق الاتفاق الذي تم برعاية موسكو وطهران، واللتين لم تؤكدا رسمياً الاتفاق الجديد حتى الآن.
وقال المعارض الفاروق أبو بكر إن الاتفاق «يشمل إجلاء المصابين من قريتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام اللتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة، مقابل إجلاء المصابين من بلدتين تحاصرهما قوات الحكومة قرب الحدود اللبنانية والإخلاء الكامل لشرق حلب»، ولم يذكر أبو بكر عدد من سيتم إجلاؤهم من الفوعة وكفريا.
وأكّد مصدر حكومي سوري أن عمليات الإجلاء ستُستأنف بالتوازي مع إجلاء البعض من أربع بلدات محاصرة. وأوضح المصدر وهو عضو في فريق التفاوض على ذلك الاتفاق: «تم الاتفاق على استئناف عمليات الإخلاء من شرق حلب بالتوازي مع إخلاء حالات طبية من كفريا والفوعة وبعض الحالات من الزبداني ومضايا».
وأفاد موقع «روسيا اليوم» بأن أنباء عن التوصل إلى اتفاق وردت إليه، موضحاً التفاصيل السابقة، فيما أفادت «سي أن أن» بأن الناطق باسم حركة «أحرار الشام» أحمد قرة علي هو أول من أعلن التوصل إلى اتفاق عبر تغريدة على حسابه الرسمي في «تويتر».
إلى ذلك، أفاد ناشطون بأن أي حافلة أو سيارة إسعاف لم تدخل حتى الآن إلى بلدتي كفريا والفوعة شمال شرقي مدينة إدلب، حيث من المنتظر أن تبدأ عملية إجلاء ونقل 4000 شخص على الأقل من البلدتين، وفق ما أكّد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
ولا يزال آلاف المدنيين والمقاتلين في حلب ينتظرون إجلاءهم وسط برد قارس وظروف إنسانية مأسوية، وبحسب الأمم المتحدة، فإن عددهم يقارب 40 ألف مدني وما بين 1500 الى خمسة آلاف مقاتل مع عائلاتهم. يأتي هذا في وقت ندد الرئيس الأميركي باراك أوباما بـ«الفظائع» التي تُرتكب داخل المدينة، قائلاً أن أيدي نظام الأسد وحليفتَيْه روسيا وإيران «ملطّخة بالدماء» وداعياً إلى نشر «مراقبين محايدين» في المدينة.
ودافع أوباما في مؤتمر صحافي عن نهجه في سورية، شارحاً انه لمس الرغبة في التحرك لإنهاء الصراع، لكن «كان من المستحيل التدخل بكلفة بسيطة» من دون تدخل عسكري أميركي كامل. وأوضح ان «الأمر كان سيتطلب نشر أعداد كبيرة من القوات الأميركية على الأرض من دون أن توجه لهم دعوة ومن دون تفويض من جانب القانون الدولي».
وفي السياق، ذكر التلفزيون الإيراني اليوم ان طهران استدعت بعد ظهر أمس القائم بالأعمال البريطاني في غياب السفير للاحتجاج على التصريحات «اللامسؤولة» التي أدلى بها مسؤولون بريطانيون حول دور إيران في سورية.
وصرّح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الخميس انه «استدعى» سفيرَيْ روسيا وإيران «للإعراب لهما بوضوح عن قلق الحكومة البريطانية ازاء عمليات بلادهما في سورية»، وفق ما أوردت الخارجية البريطانية.
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف أجرى اتصالين بنظيريه التركي مولود تشاووش أوغلو والإيراني محمد جواد ظريف اليوم (السبت) لمناقشة الأزمة السورية.
وقالت الوزارة في بيان إن الوزراء شددوا على أهمية الجهود المشتركة التي يبذلها المجتمع الدولي لتوفير المساعدات الإنسانية في سورية وتسهيل التوصل إلى حل سياسي للصراع. وأضاف البيان أن المناقشات تمت بمبادرة روسية. وأشار البيان إلى أن الوزراء الثلاثة اتفقوا على عقد اجتماع في المستقبل القريب