قلم الإرادة

التنمية عند نقطة الصفر!

يدهشني أمر الساحة السياسية في الكويت، فإلى الآن لم يتضح السبب الرئيسي في عرقلة خطط ومشاريع التنمية ، فهل الخلل يكمن في التنمية كعنوان أم في حركتها ومنهج تفعيلها، لا ندري ما سبب كل هذه الحملات الرهيبة ضد مشاريع التنمية في الكويت، ولماذا كل هذا التوجس الحقيقة هناك صراع كبير بهذا الخصوص يجب إنهاءه في نفس كل مواطن سواء يتبع تيار أو طائفة أو قبيلة حتى نرتقي لمستوى الوطن الذي يجمع شعب الكويت بكل أطيافه فالوطن هو المكان الذي يجمعنا .
سؤال يطرح نفسه بقوة ، ما هي مواصفات التنمية المطلوبة بالكويت وما هو أساسها المتين ؟ من هنا يمكننا معرفة لماذا كل هذه الحملات ضد مشاريع التنمية وأنها في الأصل عبارة عن رفض الآخر ضمن مشروع التنمية ككل، لأنه لو كان مشروع التنمية مفرغا من بصمات بعض الأقطاب السياسية بالكويت لكان مشروع القرن بالخليج العربي والعالم ككل، لكن هناك حساسية مفرطة من الآخر ورغبة في فرض الرأي الأوحد ووضع العوائق وفرض القيود التي تعيق هذه المشاريع ، يا أهل السياسة أناشدكم في خدمة هذه القضية فهل أنتم جادون في تفعيل وتشغيل عجلة التنمية ؟
كل ما يبث في قنواتنا وينشر في صحفنا من تشكيك وتأزيم ومقاطعة هو دعوة لوحدة هذا الوطن فالتنمية كمشروع بحاجة لطهارة قلب ونقاوة فكر وصفاء خطاب لإدراكها والعمل من اجلها، لأنها لا تتحقق في واقع به أناس لا يحترمون الآخر ويدّعون ملكية الحقيقة المطلقة والولاء الكامل للوطن، من هنا ليس من المعقول معارضة التنمية لأسباب واهية وذاتية لا تتعلق بمصلحة الشعب والوطن ككل .
بصراحة، التنمية مفهوم غير قابل للرفض تماما، فهو محل التباحث في حيثياتها وأبعادها وهذه الأخيرة لا ترفض من أساسها ولكن تناقش وتبحث من قبل أهل الاختصاص المتحررين من الحس الطائفي والقبلي والحقد السياسي ، فلقد كان أداء بعض النواب السابقين يفتقر لحس الوطنية والمصداقية وبعيد كل البعد عن الخبرة والولاء ومستوى القدرة والخطاب مما جعل العمل السياسي للنائب صراعا وليس تدافعا انسانيا من أجل سير قطار التقدم بالكويت، ناهيكم عن قطع الطريق أمام هذا القطار لا لشيء سوى لأن هناك من الركاب لا يطيقهم هذا النائب أو ذاك، فلابد أن ينزلوا من قطار التنمية إما مؤقتا أو أبدا هذا المنطق رديء بامتياز وغير إنساني ونهاية مطالبيه هي الهلاك .
منطق التنمية هو روح الآية القرآنية «تعالوا إلى كلمة سواء» آية (64 ) سورة آل عمران من منطلق هذه الآية الكريمة يمكننا البدء من جديد وحقن هذا المبدأ السامي بالتسامح و التعاون والجد والاجتهاد لتتحرر قلعة الكوت من النزاعات والحساسيات، فيصبح الكويت بلد الأمن والأمان وحقوق الإنسان كما يطمح أميرنا وقائد مسيرتنا حفظه الله ورعاه وكل المخلصين من أبناء هذا الوطن لأن التنمية بشقيها السياسي والاقتصادي تتطلب دعائم ثقافية و اجتماعية من شأنها فرض الحلول النهائية

إضاءة : ” مشروع التنمية هو نتاج مخاض عسير طوال عقود أما آن الأوان لتنوير هذا النفق بمصابيح الحوار والتسامح والإخاء والتعايش والتعاون ليتحقق هذا الحلم بصدق وعدل لأن الصدق صلاح كل شيء والعدل أساس الملك .

مضاوي عبدالعزيز العثمان – كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

@mudahwi

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى