إقليمي وعالمي

السودان: محاكمة متظاهرين ضد رفع الدعم الحكومي

بدأت في العاصمة السودانية محاكمة فتيات وشبان تظاهروا احتجاجاً على رفع الدعم الحكومي عن الأدوية بعد اتساع الاحتجاجات النسوية لتشمل مدن ود مدني (وسط) وبورتسودان وكسلا (شرق)، بينما رفضت الخرطوم وأديس أبابا استقبال زعيم المعارضة المسلحة في جنوب السودان رياك مشار ما اضطره للعودة إلى جنوب افريقيا. وأضرم محتجون النيران بإطارات سيارات في شارع رئيسي قبالة أحياء ود نوباوي وحي العمدة شرق، وأيضاً على بعد مئات الأمتار من منزل رئيس البرلمان السوداني إبراهيم أحمد عمر في حي القلعة في أم درمان، ثاني مدن العاصمة الخرطوم احتجاجاً على زيادة أسعار الأدوية وارتفاع تكاليف المعيشة. وردد المحتجون هتافات مناوئة للحكومة.

واقتحمت 6 ناقلات جند تابعة للشرطة أماكن التظاهرات وفرقت المحتجين، بعد أن غطت سحب الدخان سماء المنطقة.

كما فضّ عناصر الأمن بالقوة تظاهرة نسائية على طريق أفريقيا بجوار مطار الخرطوم، احتجاجاً على زيادة أسعار الدواء، ضمن إجراءات اقتصادية قاسية قضت برفع أسعار الوقود والكهرباء.

ورفعت فتيات في شارع «العرضة» في أم درمان لافتات تطالب الحكومة بإعادة دعم الأدوية، من دون أن تتدخل الشرطة.

أما في مدينتي بورتسودان وكسلا (شرق)، فعمدت نساء وفتيات إلى تنظيم وقفات احتجاجية، ورفعن لافتات تندد بزيادة أسعار الدواء التي وصلت إلى 300 في المئة لبعض الأدوية.

وعلى رغم محدودية المشاركة في هذه الاحتجاجات لكنها أثارت ردود فعل واسعة، بخاصة أن الشارع السوداني استقبل حزمة قرارات اقتصادية صعبة شملت تحرير الوقود والدواء والكهرباء وسعر صرف الدولار، مقارنةً برفع الدعم عن المحروقات فقط في العام 2013، ما أدى إلى احتجاجات واسعة سقط فيها 200 قتيل تقريباً وفق منظمات حقوقية.

وبدأت في الخرطوم أمس، محاكمة 17 شاباً بينهم 11 فتاة تظاهروا سلمياً احتجاجاً على تحرير أسعار الدواء ورفع الدعم الحكومي عنه. وأُخضع 10 آخرون للمحاكمة في بلاغ منفصل بعد اعتقالهم جميعاً أثناء التظاهرة التي جرت قرب مطار الخرطوم.

وحرصت بعض الفتيات اللواتي شاركن في تظاهرات الخرطوم على نشر آثار التعذيب والضرب التي تعرضن لها من قوى الأمن.

ويواجه الشبان والفتيات تهماً تحت طائلة القانون الجنائي، بالإزعاج العام وإثارة الشغب وعقوبتها السجن أو الغرامة.

في تطور آخر، أعلن تحالف المعارضة «قوى الإجماع الوطني» أن جهاز الأمن استدعى أمس 4 من أبرز قيادات التحالف للحضور إلى مكاتب الأمن السياسي. وذكر بيان للمعارضة أن كلاً من صديق يوسف، ومنذر أبو المعالي، ومحمد ضياء الدين، وطارق عبد المجيد، أعضاء الهيئة العامة للتحالف طُلب إليهم الحضور إلى مقر الأمن السياسي من دون تحديد أي سبب. واعتقل الأمن السوداني في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض عمر الدقير، وقيادات الصف الأول لحزبه. وما زالوا رهن الاحتجاز، من دون تقديم اتهامات ضدهم.

في شأن آخر، كشفت المعارضة في جنوب السودان، أن الخرطوم رفضت استقبال زعيمها الذي وصل إليها أمس قادماً من جنوب أفريقيا، ثم توجه إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي استقبلته في المطار ونصحته بالعودة إلى جنوب أفريقيا بعد 5 ساعات من الانتظار». وأشارت المعارضة إلى أن «مشار عاد إلى جنوب أفريقيا بعد رفض كل من السودان وإثيوبيا استقباله».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى