رياضة
كلوب يسعى لإنتاج دورتموند بنسخه إنجليزي

لأول مرة منذ عامين ونصف يتصدر نادي ليفربول الإنجليزي بقيادة المدرب الألماني يورجن كلوب قائمة الترتيب الدوري المحلي.
هناك من يتحدث عن مسار لهذا الفريق في الدوري الإنجليزي يشبه مسار دورتموند مع كلوب سابقا، خاصة بعد عرض مذهل انتهى بعرس من الأهداف في شباك واتفورد بلغت ستة أهداف مقابل هدف يتيم.
ليفربول رفع رصيده إلى 26 نقطة، ويخلفه تشيلسي بفارق نقطة واحدة وبنقطتين عن مانشستر سيتي وأرسنال الذي يبقى متفوقا بثلاث نقاط على توتنهام. أما رصيد “الحمر” من الأهداف فيزهو بثلاثين هدفا.
وأمام هذه المعطيات بلغت الحماسة ملعب الأنفيلد رود معقل ليفربول أمس الأحد (السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) ذروتها، ليعود الأمل لدى المشجعين في تحقيق أمجاد غائبة، كان آخرها في موسم 2014، حين اكتفى الفريق بلقب “بطل القلوب” عقب مأساة كان وراءها أسطورة “الحمر” ستيفين جيرارد.
في ذلك الموسم، كان ليفربول متقدما قبل ثلاث مراحل من نهاية الدوري، على تشيلسي بفارق خمس نقاط ومانشستر سيتي بثلاثة، لكن ستيفين جيرار ارتكب خطأ فادحا، استغله لاعبو تشيلسي لإحراز هدف ثان، حيث فازوا على ليفربول بهدفين نظيفين، وتسببت نتيجة هذه المباراة في خروج الفريق من السباق رغم أداءه الرائع طيلة ذلك الموسم.
منذ ذلك الحين، لم يعد ليفربول إلى صدارة الدوري إلا مع مدربه الجديد يورجن كلوب، وذلك في الأسبوع 11 من الدوري، ما دفع الصحافة البريطانية للتساؤل عمّا إذا كان الألماني سيعاود كتابة تاريخ “الحمر” كما فعل ذلك من قبل مع فريق دورتموند الألماني؟.
ليفربول استفاد أيضا من عثرات منافسيه، وعلى رأسهم أرسنال الذي اكتفى أمام توتنهام بالتعادل 1-1، وقبله مانشستر سيتي بقيادة بيب جوارديولا الذي تراجع إلى المركز الثالث بعد تعادل بالنتيجة ذاتها أمام ميدلسبره. وحمّل غوارديولا مسؤولية هذا التراجع إلى التسرع وعدم الهدوء في خطي الدفاع والهجوم.
وبقى تشيلسي وحده الذي أنهى المهمة بنجاح عبر خماسية نظيفة، دكّ بها شباك إيفرتون منتزعا القمة، لكن رجال كلوب سرعان ما ردّوا على أرضهم بالتهام واتفورد بسداسية رائعة.
وربما كان ليفربول سيشعر بسعادة أكبر لولا نجاح غريمه مانشستر يونايتد في الانتفاضة من فترة تراجعه وفوزه بنتيجة 3-1 على سوانزي سيتي بفضل بول بوجبا وثنائية زلاتان إبراهيموفيتش.
من يعرف كلوب جيدا، لن يستغرب من موقفه، عندما تعمّد بعد المباراة التقليل من أهمية تصدر الدوري لأول مرة منذ فترة طويلة، قائلا إن “المركز في الدوري ليس مهما لي في الوقت الحالي. من المهم أن نظهر كفريق يلعب بشكل رائع”.
فكلوب يعرف جيدا أن الطريق لا يزال طويلا وأن هناك ثغرات عديدة على رأسها خط الدفاع الذي لا يزال بعيدا عن سباق اللقب، بعد أن فشل الفريق في صدّ 14 هدفا.
وأمام ثلاثي هجوم قاتل مشكلا من كوتينيو وروبيرتو فيرمينو وساديو ماني، يبقى التحدي المطروح أمام كلوب هو إقامة توازن بين الصفوف الأمامية والخلفية لفريقه، حتى وإن تعمّد المدرب تخفيف أهمية ذلك عند الحديث عن هذه النقطة، حيث قال: “لا تصبح الأهداف التي تدخل شباكك مهمة، إذا استطعت في النهاية الفوز بكل نقاط المباراة”.