«داعش» يختطف الآلاف لاستخدامهم دروعاً بشرية في الموصل

أعلنت الأمم المتحدة أن تنظيم «داعش» اختطف 8000 عائلة من محيط الموصل، واقتادهم إلى المدينة لتشكل دروعا بشرية حول مواقع التنظيم العسكرية في المدينة.
وأكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان آسر مقاتلي داعش عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من مناطق حول الموصل ويستخدمونهم كدروع بشرية في المدينة مع تقدم قوات الحكومة العراقية.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني، في تصريح صحافي «توحي تقارير موثوق بها بأن داعش تقتاد عشرات الآلاف من بيوتهم في مناطق حول الموصل وترغم أعدادا من المدنيين على الوجود داخل المدينة نفسها منذ بدأت عملية استعادة الموصل من قبضة التنظيم المتطرف».
وأضافت أن ما يقرب من 8000 أسرة يضم كل منها ستة أفراد تقريبا محتجزة في مناطق منها منطقة الشورى، مشيرة إلى أن عدد الذين قتلوا في الأيام الأخيرة قد يكون أكبر من ذلك.
وتابعت «استراتيجية داعش الوضيعة الخسيسة هي محاولة استغلال وجود رهائن مدنيين لجعل نقاط معينة أو مناطق أو قوات عسكرية بمأمن من العمليات العسكرية واستخدام عشرات الألوف من النساء والرجال والأطفال كدروع بشرية فعليا.» وقالت «كثير ممن رفضوا الامتثال أطلق عليهم النار في التو»، مشيرة الى أن بعض السكان لا يستطيعون العودة لقراهم بسبب ما بدا منهم من تأييد لتنظيم «داعش».
في سياق متصل، قالت الأمم المتحدة إن أكثر من عشرة آلاف عراقي فروا من منازلهم منذ بدء معركة الموصل في 17 أكتوبر الجاري.
ورغم تزايد أعداد النازحين بسرعة، تقول منظمات إغاثة إنه لا توجد مؤشرات على حركة نزوح قريبا.
كما أفادت مصادر من سكان شمال الموصل لقناة «العربية» الفضائية، امس، بأن نحو 2000 مدني عالقين منذ أسبوع في مناطقة تابعة لقضاء تكليف شمال الموصل.
وأكدت المصادر ذاتها ان العالقين يطالبون بإجلائهم إلى المخيمات، وسط أنباء عن وفاة طفلتين بسبب الجوع ونقص الطعام.
إلى ذلك، أعلن متحدث باسم التحالف الدولي امس عن قيام القوات العراقية بـ«التوقف» لمدة يومين عن شن هجمات لترسيخ النجاحات المحققة منذ بدء عملية استعادة الموصل من تنظيم داعش.
وقال الكولونيل الأميركي جون دوريان في مؤتمر بالڤيديو من بغداد: «نعتقد ان الأمر سيستغرق قرابة يومين قبل استئناف التقدم نحو الموصل»، موضحا ان هذا التوقف من ضمن مخطط التحالف.
ميدانيا، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقية عن إتمام قواته المهام الموكلة إليه في محور شرق الموصل.
وأشار إلى أن القوات تتمركز شرق الموصل وان قرية واحدة فقط تفصلها عن حدود المدينة، وان المسافة من مدخل الموصل الشرقي حتى مركزها أربعة كيلومترات فقط.
وذكرت خلية الاعلام الحربي بقيادة العمليات المشتركة أن «سرايا عاشوراء» التابعة للحشد حررت قرية الحويدر والمناطق المجاورة لها وكبدت داعش خسائر بالأرواح والمعدات.
أما داخل الموصل، فتحدثت مصادر عن استمرار عمليات فرار قادة تنظيم «داعش» وعناصره عبر الأنفاق والطرق التي لاتزال مفتوحة باتجاه الحدود العراقية السورية، حيث يهرب عناصر التنظيم وقادته إلى الرقة السورية.
الى ذلك، اعلن رئيس حكومة اقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزان انه يريد مناقشة «استقلال» الاقليم فور استعادة مدينة الموصل من داعش.
وقال بارزاني لمجلة «بيلد» الالمانية في تصريحات نقلت باللغة الالمانية ان «الأمور ناضجة منذ فترة طويلة للاستقلال لكن حاليا نركز على المعركة ضد داعش».
وأضاف «فور تحرير الموصل سنجتمع مع شركائنا في بغداد لنتباحث في استقلالنا.
انتظرنا طويلا وكنا نعتقد انه بعد 2003 ستكون هناك انطلاقة جديدة لعراق جديد ديموقراطي. لكن هذا العراق فشل».