محليات

العلاقات الكويتية الألمانية.. تاريخية ومستقرة وودية

يصل الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الى العاصمة الألمانية برلين اليوم الثلاثاء حيث سيبحث مع كبار المسؤولين الألمان العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية.
واكد سفير دولة الكويت لدى ألمانيا منذر بدر العيسى في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الشيخ صباح الخالد سيلتقي ظهر غد الاربعاء نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير لبحث العلاقات الكويتية الألمانية وسبل تعزيزها.
وتعتبر الحكومة الألمانية علاقاتها الثنائية مع دولة الكويت مستقرة وقديمة وودية لا سيما في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية.
ففي عام 2014 احتفل الجانبان بمرور 50 عاما على تدشين العلاقات الثنائية بين البلدين التي انطلقت في شقها الدبلوماسي رسميا في عام 1964 لتتطور لاحقا في شتى المجالات.
وعلى الصعيد السياسي تعتبر وزارة الخارجية الألمانية الزيارات الرفيعة التي تبادلها الطرفان في الاعوام الماضية دليلا كبيرا على اهتمام المسؤولين في كلا البلدين بالمحافظة على استمرار هذه العلاقات وتطويرها.
كما تعد زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بزيارة الى العاصمة الألمانية برلين في ابريل 2010 حيث التقى بالمستشارة الألمانية إنغيلا ميركل دليلا على عمق العلاقات التاريخية.
وعقب هذه الزيارة التاريخية زيارتان الى الكويت قام بهما الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف الاولى في فبراير 2011 حيث شارك في احتفالات الكويت بمرور 50 عاما على الاستقلال والثانية للمسؤول ذاته في ديسمبر من العام ذاته.
وفي عام 2016 قام رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت بزيارة الكويت على رأس وفد برلماني رفيع بعد الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم الى البرلمان الألماني في ابريل من عام 2014 على رأس وفد برلماني كويتي رفيع.
وعلى الصعيد الاقتصادي تعتبر وزارتا الاقتصاد والخارجية الألمانيتان العلاقات الاقتصادية والتجارية مع دولة الكويت جيدة ومستقرة مؤكدة ان الكويت تعد رابع اهم شريك تجاري لألمانيا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بعد السعودية والامارات وقطر في حين تعد ألمانيا بالنسبة للكويت اهم شريك تجاري في الاتحاد الاوروبي.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان ان قيمة الصادرات الألمانية الى الكويت بلغت في العام الماضي 31ر1 مليار يورو فيما بلغت قيمة الصادرات الكويتية الى ألمانيا في العام ذاته 60 مليون يورو.
واشار البيان الى ان تقارير وزارة الاقتصاد الألمانية تبين ان ألمانيا تصدر الى الكويت بضائع مختلفة أهمها الشاحنات والآلات ومحطات توليد الطاقة والمنتجات الالكترونية والكهربائية والكيماوية والطبية فيما تحتل الكويت مكانة مميزة في ألمانيا على صعيد الاستثمارات في شركات ألمانية عريقة وعملاقة ابرزها مجموعة صناعة السيارات الألمانية (دايملر).
ومهد لهذا التبادل التجاري اتفاقيتان الاولى بشأن منع الازدواج الضريبي في ديسمبر 1987 والاخرى اتفاقية ثنائية لتطوير وحماية الاستثمارات في عام 1997 اضافة الى خطوة تم بموجبها في عام 2004 تفعيل مجلس الأعمال الألماني في الكويت كرابطة مستقلة لرجال الأعمال الألمان في الكويت.
وبخصوص الاستثمارات الكويتية في الشركات الألمانية تؤكد وزارة الخارجية الألمانية ان الكويت تعد من اوائل الدول العربية المستثمرة واهمها في ألمانيا بامتلاكها ممثلة بالهيئة العامة للاستثمار حصة ب 12 بالمئة من اسهم (دايملر) لتكون اكبر مساهم خارجي فيها.
وعلى الصعيد الصحي يعد التعاون الصحي وتبادل الخبرات وتأهيل الاطباء من اهم المجالات التي تميز التعاون بين البلدين اضافة الى كون المستشفيات الألمانية من الوجهات الأولى للمرضى الكويتيين والخليجيين بشكل عام.
وفي يوليو من عام 2015 وقع المكتب الصحي الكويتي في ألمانيا اتفاقية تعاون مع مستشفيات (فيفانتس) بهدف تعزيز التعاون والشراكة بين الكويت وسلسلة المستشفيات الألمانية الرائدة في مجال تقديم الخدمات الطبية التي استقبلت في السنوات الماضية نحو 250 مريضا كويتيا.
وعلى الصعيد السياحي تعد المناطق السياحية الألمانية وجهة محببة من قبل المواطنين الكويتيين اذ ان ألمانيا تأتي في المرتبة الثانية من ناحية الوجهات السياحية المفضلة لدى السائح الكويتي.
وتشكل المشاركة الدائمة للكويت في معرض (بورصة السياحة العالمية) الذي ينظم كل عام مرة واحدة في برلين فرصة مهمة لتطوير التعاون السياحي بين البلدين لتحفيز المزيد من السياح الألمان على زيارة الكويت وزيادة اعداد السياح الكويتيين لألمانيا وذلك من خلال سعي دولة الكويت لإعفاء الرعايا الكويتيين من الحصول على تأشيرة (شنغن).
اما على صعيد العلاقات الثقافية فقد تم في يونيو من عام 1989 توقيع اتفاقية ثقافية بين البلدين من اجل تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الكويت وألمانيا.
وفي عام 2009 وقع الطرفان اتفاقا لإيفاد الطلبة الكويتيين الى الجامعات والعاهد الألمانية في شتى التخصصات كان ابرزها الطب والهندسة سعيا من دولة الكويت للاستفادة من الخبرات التعليمية الألمانية في المجالات الثقافية كافة.
كما شهد عام 2010 خلال الزيارة التاريخية لحضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه التوقيع على اتفاقية بين الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والمؤسسة الألمانية للتعاون الفني من اجل تعزيز التعاون التكنولوجي والعلمي بين البلدين.
وبدأ الطلاب الكويتيون الدراسة في الجامعات الألمانية في اكتوبر 2010 حسب مؤسسة التبادل التعليمي الألمانية (دي ايه ايه دي) التي اشارت الى ان 20 طالبا كويتيا التحقوا في اطار الاتفاقية بالدراسة في جامعات ألمانية.
ووفق المؤسسة فإن اتفاقيات تعاون عديدة تربط جامعات كويتية بنظيراتها في (دوسولدورف) و(مانهايم) في الوقت الذي تسعى فيه الجامعة التقنية في مدينة (ميونيخ) الى افتتاح فرع لها في الكويت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى