دمشق تصعّد ردا على حقائق كيري الثلاث

بعد وقت وجيز على فشل المجموعة الدولية لدعم سوريا في إعادة إرساء الهدنة، أعلن النظام السوري شن عملية واسعة في حلب وسط سلسلة غارات عنيفة، مما يشير إلى أن تحذيرات وزير الخارجية الأميركي جون كيري لم تجد صداها في دمشق وواشنطن.
وفي مؤتمر صحفي عقب ساعتين من المشاورات للمجموعة الدولية التي انتهت بفشل وعدم توافق أميركي روسي، قال كيري “هذه لحظة الحقيقة بالنسبة إلى روسيا، لحظة الحقيقة بالنسبة إلى نظام الأسد (الرئيس السوري)، ولحظة الحقيقة بالنسبة إلى المعارضة”.
وعلى وقع فشل الاجتماع في نيويورك، أعلنت قيادة العمليات العسكرية التابعة للقوات الحكومية في محافظة حلب بدء عملياتها في الأحياء الشرقية بالمدينة التي تسيطر عليها فصائل من المعارضة، وسط شن غارات عنيفة أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا.
وحتى قبل الإعلان عن العملية، كانت طائرات القوات الحكومية قد شنت أعنف ضربات جوية منذ شهور على الأحياء الشرقية من المدينة، استخدمت فيها، وفق عمال إنقاذ، براميل متفجرة وقنابل حارقة، وأوقعت 45 قتيلا وعشرات الجرحى في صفوف المدنيين.
وضربت دمشق بعرض الحائط تحذيرات كيري التي لخصها بلحظات الحقيقة الثلاث، وأشار فيها أيضا إلى ضرورة فرض منطقة حظر جوي فوق جزء من سوريا على أن “تستمر لأطول وقت ممكن كي يرى العالم كله أنهم جادون”، في إشارة إلى النظام السوري وروسيا.
فقد بات واضحا من خلال الهجوم الذي نفذته طائرات إما تابعة للحكومة السورية أو حلفائها الروس أو الاثنين معا، أن موسكو ودمشق رفضتا مناشدة من وزير الخارجية الأميركي لوقف القصف الجوي حتى يتسنى توصيل المساعدات وإنقاذ وقف إطلاق النار.
وكانت المجموعة الدولية تسعى إلى استئناف وقف إطلاق النار الذي كانت روسيا والولايات المتحدة قد توصلتا إليه في التاسع من سبتمبر بهدف إعادة عملية السلام في سوريا إلى مسارها الصحيح، إلا أن الهدنة الهشة انتهت دون أي تمديد وسط تراشق للاتهامات بشأن الخروق.
وطالب كيري بأن توقف روسيا والحكومة السورية على الفور تحليق الطائرات فوق مناطق الصراع، في حين قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير: “لم ننجح حتى الآن ولكن كان هناك الكثير من الدعم حول الطاولة للمقترح المتمثل في حظر مؤقت على تحليق جميع الطائرات”.
أما وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو، فقد كان أكثر وضوحا بشأن الموقف الروسي، وذلك حين قال إن رد فعل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على اقتراح عدم تحليق الطائرات بأنه “ليس مقبولا” وإن الاجتماع كان مشوبا بالتوتر.