العراق.. عملية عسكرية بعد تفجيرات دامية
أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الأحد، عن البدء بـ”حملة عسكرية واسعة” في الأنبار غرب العراق، وذلك عقب يوم من سلسلة تفجيرات ضرب مدة عدة في البلاد، وادت إلى مقتل أكثر من 80 عراقيا.
وقال مصدر أمني عراقي في قيادة عمليات بغداد، إن المالكي “أصدر تعليمات بصفته القائد العام للقوات المسلحة للبدء بعملية عسكرية واسعة النطاق تنفذها اليوم (الأحد) قيادة عمليات الأنبار والجزيرة ونينوى في منطقة الجزيرة، في صحراء الأنبار لملاحقة المجموعات المسلحة”، في رد على تصاعد أعمال العنف في البلاد مؤخرا.
في غضون ذلك، أفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية بأن عمليات بغداد وبالتعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع، شرعت بتنفيذ خطة أمنية تقضي بقطع أغلب الطرق الرئيسية في العاصمة، وفتح طرق من مسار واحد للتنقل، كإجراء احترازي لمنع تكرار التفجيرات التي تستهدف أماكن وجود المدنيين في بغداد.
ميدانيا، أصيب 7 عراقيين على الأقل في تفجير سيارة مفخخة استهدفت مسجدا شمالي محافظة بابل وسط العراق الأحد. كما قتل 3 جنود عراقيين وأصيب 6 آخرون نتيجة انفجار عبوة ناسفة في منطقة جرف الصخر شمال المحافظة، استهدفت دورية تابعة لقوات سوات.
16 تفجيرا في يوم
وقتل أكثر من 80 شخصا في العراق، السبت، في 16 تفجيرا ضربت البلاد، بعد شهر رمضان الذي كان الأكثر دموية منذ سنوات. وقد استهدفت التفجيرات الجديدة مقاهي وأسواقا تجارية في مدن عراقية عدة.
وقعت التفجيرات بسيارات مفخخة و عبوات ناسفة، بالإضافة إلى هجمات مسلحة أدت أيضا إلى إصابة ما يزيد عن 300 شخصا بجروح.
ففي بغداد نفذت هجمات منسقة بسيارات مفخخة في ثمانية أحياء. واستهدفت هذه الهجمات أسواقا عامة ومقاهي ومطاعم وأدت إلى مقتل 37 شخصا، وفقا لمصادر امنية وطبية.
وفي مستشفى الكندي في العاصمة العراقية، سادت حالة من الهرج والمرج، وهرع الأطباء والممرضون في كل الاتجاهات، في حين كانت ردهات المستشفى تعج بالمصابين.
وفي طوز خورماتو التي تبعد 175 كلم شمال بغداد، فجر انتحاري سيارة مفخخة بالقرب نقطة تفتيش للشرطة، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص وجرح 48 آخرين. وأدى انفجار سيارة مفخخة في كركوك شمالي البلاد إلى مقتل مهندس.
كما انفجرت سيارتان مفخختان في مدينة الناصرية (300 كلم جنوب بغداد)، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص. وأدى انفجار سيارة مفخخة في مدينة كربلاء إلى مقتل خمسة أشخاص آخرين. وقتل ثلاثة أشخاص وجرح خمسة آخرون في هجمات في محافظتي بابل ونينوى.
إدانة أميركية
ودانت الولايات المتحدة الهجمات ووصفت مرتكبيها بأنهم “أعداء الإسلام”. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر ساكي في بيان إنها “اعتداءات جبانة، استهدفت عائلات كانت تحتفل بعيد الفطر”.
وأضافت أن “الإرهابيين الذين ارتكبوا هذه الاعتداءات هم عدو مشترك للولايات المتحدة والعراق والمجتمع الدولي”، مشيرة إلى أن “الولايات المتحدة رصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لكل معلومة تساعد السلطات في اعتقال أو قتل أبو بكر البغدادي” زعيم تنظيم القاعدة في العراق.
وشهد شهر رمضان أعمال عنف أسفرت عن مقتل أكثر من 800 شخص في العراق. واستهدفت الهجمات مقاهي يتجمع فيها العراقيون عادة بعد الإفطار يوميا، ومساجد تقام فيها صلوات التراويح.
وتأتي أعمال العنف الأخيرة بعد أسابيع من هجمات واسعة أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها، واستهدفت سجني أبو غريب والتاجي بالقرب من بغداد، ما سمح بفرار مئات المعتقلين.
كما تأتي في وقت أعلن مسؤولون أمنيون عملية أمنية واسعة استمرت أسابيع شمال بغداد، قالوا إنها أدت إلى مقتل واعتقال العديد من المسلحين.