روسيا تنشِّط المسار السلمي في سوريا

تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى نشاط مركز التنسيق الروسي للمصالحة في سوريا، مشيرة إلى انضمام 17 بلدة في محافظة اللاذقية إلى اتفاق الهدنة.
جاء في مقال الصحيفة:
يستعرض مركز التنسيق الروسي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا فعاليته؛ حيث انضمت 17 نقطة سكنية في شمال محافظة اللاذقية إلى نظام وقف الأعمال الحربية. وكان المركز قد توصل إلى اتفاق مماثل مع التركمان المقيمين في هذه المنطقة، والذين كانت تركيا تدعمهم.
وبذلك، تكون محافظة اللاذقية، التي ترابط فيها القوات الجو–فضائية الروسية، قد وافقت عمليا على اتفاق الهدنة. أما عدد النقاط السكنية، التي انضمت إلى مسار المصالحة في سوريا، بلغ 218 نقطة، بحسب معطيات المركز الروسي للمصالحة.
وليس مستبعدا أن يصبح هذا الواقع نقطة انطلاق للمفاوضات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب أردوغان، الذي سيصل إلى سان بطرسبورغ يوم الـ 9 من أغسطس/آب المقبل؛ حيث أعلن دميتري بيسكوف السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، أن المفاوضات بين الرئيسين ستُجرى يوم الـ 9 من الشهر المقبل في عاصمة روسيا الشمالية. ويتوقع أن يناقش الرئيسان المسائل المتعلقة بالأوضاع السورية كافة، وسبل تسويتها وتحسين الوضع في المنطقة، وأن تتمخض المفاوضات عن قرارات حاسمة في تسوية النزاع في سوريا.

الرئيسان الروسي والتركي – صورة من الأرشيف
على هذه الخلفية، تبدو باهتة نتائج الاتصالات الدائمة بين موسكو وواشنطن. فيوم أمس (26 يوليو/تموز 2016)، التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأمريكي جون كيري على هامش قمة بلدان “آسيان”، وبحثا المسألة السورية، ولكن من دون التوصل إلى نتائج محددة، بما في ذلك في التعاون بين القوات الجو-فضائية الروسية في سوريا وقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتشير وسائل الإعلام، إلى أن جون كيري طالب من جديد باستقالة الأسد.
وهنا تجدر الإشارة إلى ما قاله للصحافيين رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد بشأن التعاون العسكري بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا من أنه “محدد وفق مذكرة التفاهم حول أمن الملاحة الجوية”. أما وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، فقد اتهم روسيا بدعم النظام السوري، وإطالة أمد الحرب الأهلية.

وزير الدفاع الأمريكي ورئيس هيئة الاركان العامة
وقد تبين أن غياب التعاون المتبادل بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا، يثير مشكلات جدية وخطيرة، ويؤدي إلى وقوع ضحايا بين المدنيين نتيجة عدم تنسيق العمل بين الجانبين، كما حصل يوم 19 يوليو/تموز الجاري، عندما هاجمت الطائرات الفرنسية قرية في ضواحي منبج وقتلت 164 مدنيا.
وكان ممثل سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قد أعلن، يوم الثلاثاء الماضي (19/07/2016)، أن فرنسا هاجمت القرية انتقاما للعملية الإرهابية في مدينة نيس، ولكن مسلحي “داعش” أثناء هجوم الطائرات الفرنسية لم يكونوا موجودين في القرية. وأشار الدبلوماسي السوري إلى أن مسلحي التنظيم كانوا فعلا في القرية، ولكنهم غادروها بعد أن علموا أن الرئيس الفرنسي هولاند وعد بالانتقام لمأساة نيس.
من جانبه، طلب ممثل روسيا الدائم في المنظمة الدولية فيتالي تشوركين من الدبلوماسيين الغربيين توضيح أسباب هذه الأفعال. ولكنه لم يحصل على جواب مقنع. فممثل فرنسا لم يعلق بشيء. أما ممثلة الولايات المتحدة سامانثا باور، فأعلنت أن واشنطن ستحقق في الأمر بـ “مشاركة منظمات المجتمع المدني في سوريا”. وبحسب تشوركين، عندما يجري الحديث عن “منظمات المجتمع المدني في سوريا”، فإن ذلك إشارة إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا تخططان لطمس الحقيقة.
هذا، ومن الصعوبة الحديث عن نجاحات حققتها الولايات المتحدة وحلفائها في سوريا في محاربة “داعش”. فالهجوم على مواقع الإرهابيين شمال حلب الذي شنته الميليشيات الكردية المدعومة من القوات الخاصة الأمريكية والفرنسية، قد فشل عمليا. وقد أعلنت وسائل الإعلام العربية أن قيادة الفرقة 16 في ما يسمى “جيش سوريا الحر”، التي تشرف عليها القوات الأمريكية الخاصة، قد استقالت. وبحسب خبراء، جاءت هذه الاستقالة “نتيجة الخسائر الكبير في المعدات والأرواح التي تكبدها “الجيش السوري الحر” في المعارك التي يخوضها ضد الجيش النظامي السوري في حلب”.