الحديث فن لا يتقنه الكثيرون
الحديث فن وهو ركن أساسى لشخصيتك,,
وأهم ما يجب أن يتوفر فيه الصوت إنتقاء الكلمات ,
والتلوين في المواضيع النقاشية والقدرة على الإصغاء,
ليس ذلك فحسب بل إن الحديث يجب أن ينطوي على مشاركة وجدانية ,
فالكلام ليس هو ما يصفه العلم بأنه مجرد صوت تشارك في إصداره الأحبال الصوتية فقط
بل عواطف تتدفق لها تأثيرها على نفس المستمع ومن هم حولك ..
سأسرّدُ بعض الأحداث حسب التدرّج الزمنيّ , لنتيقن بأن هذا الفن لم “يعدْ” من السهلِ إتقانه في الوقت الحاضر !
الصيحات والأهازيج قد وصلت “ذروتها” في نهائي المكسيك الشهير , والذي بدوره جمع شهد “ولادة”
أعظم فريق تاريخي إلى هذه اللحظة , برازيل 70 بقيادة الملك بيليه , وإيطاليا ذات النهج الكاتشيناتو الصرّف ,
حصيلة المُباراة فوز عريض قوامه رُباعية بصناعة وبراعة الملك بيليه في تلك البطولة ,
قال المُدافع الإيطالي بورغيش بعد إنتهاء المباراة .. لقد كُلفوني بمراقبة بيلية وقُلْتُ في نفسي إنه إنسان من اللحمّ والعظمّ !
ولكن بعد المباراة إكتشفت بأنه لم يكنْ كذلك !
بعدها بسنوات قليلة .. تمت عملية إجتياح القارة الأوروبية من مشرّقها إلى مغرّبها عبر “أبناء” إدولف هتلر من جديد ,
وعلى صعيد كُرة القدم ظهر جيلان إستثنائيان أحدهم بُرتقالي وآخر خليطٌ بالألوان التي يتسيدُها الأسود الألماني ,
وفيم كانت ألمانيا تحتفل بالفوز على هولندا “المرعبة” سُئل القيصر فرانز بيكنباور عن رأيه بالمباراة النهائية
فأفاد في مُختصر الكلمات والأحرف , لقد كنا على “وشك” إضاعة البطولة ! واجهنا نوعان من الخطر ..
خطرٌ من عشرة لاعبين مع الحراس , وخطرٌ آخر من يوهان كرويف وحده !
وفي زمنٍ آخر وبعد إثنتي عشر سنة تحدث الجميع عن نهاية حقبة إستثنائية في تاريخ الكرة ,
مونديال المكسيك الثاني والذي تم نقله من كولومبيا لأحداث إقترنت “بالبراكين والزلازل” وقتها
تحدث الملايين بأن الزمن الفعليّ للموهبة “الفردية الخارقة” قد إنتهى ..
إلا أن الجيل التسعيني لم يكنْ أقل شأناً من سابقه ولنقلْ بأنه أفضل من نواحي ظهور “مدافعين” إستثنائين أكثر ..
يقول روبيرتو باجيو الذي أهدر ركلة جزاء ما كانت لتُغير الكثير من نهاية مونديال 1994 ,
لقد كنتُ أتمنى أن يفعل مالديني كل ما بوسعه لإيقاف خطورة روماريو فهو مفتاح الفوز ولا يمكن “تركه” لحظة واحدة !
وفي دورة فرنسا الرُباعية الشهيرة والتي تُوجِتْ بها إنجلترا على حساب فرنسا والبرازيل وإيطاليا ..
قال أليساندرو دل بيرو إنه من الصعب أن تواجه الظاهرة رونالدو والمرعب روماريو معاً .. لقد كُنا محظوظين بالتعادل !
وبعدها بعام رد رونالدو على أليساندرو بسطرٍ واحدٍ .. أعطون سحر أليكس وسأتفوق على مارادونا !
وعندما تم تكوين الثنائي التاريخي لريال مدريد “رونالدو وزيدان” قال الظاهرة بأنه من العظيم اللعب بجوار زيزو ,
أما عن زيزو فقد قالها منذ سنوات رونالدو الإنترناشيونالي إن رونالدو هو لاعبي المُفضل ..
يُذكر بأن عام 1996 والتي حصل رونالدو على الكرة “الفضية” خلفاً للألماني زامر أدلى الظاهرة بجملة لم تُمحَ من ذهن
الأشقر الألماني .. أنه من العظيم أن أقف بجوار زامر !
وبعد أن وصلّ رونالدو الصغير “رونالدينهو” إلى عنفوان براعته ومهاراته علّق للجميع بأن رونالدو يبقى “أستاذ”
جميع لاعبي كرة القدم على مرِّ العصورِ !
رغم أن دينهو كان يلعب لنادي برشلونة طوال سنوات تألقه ..
بعدما إنتهت كُرة القدم “بالنسبة إليّ” في الحقول الألمانية قبل سبعة أعوام , أعتقد بأن “حماقات” أطفال الكرة واضحة جداً ,
أحياناً نرى جميع صور الإحتقار بين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي في بعض التصرفات ..
ورُبما حتى في إلقاء التحية فيمَ بينهما في الملعبِ , الجماهيير إعتادت على رؤية تصريحات نارية فيمَ بينهما
ولكن في حقيقة الأمرِ هي تصريحات ساخرة بحقّهما وبشكلٍّ آخرٍ .. إنهما يفتقران لتقدير نجومية بعضيهما البعضِ ..
ويبدو بأن مارادونا قد أُصيبَ بهذا الداء مؤخراً , فجامع الكرات على حدّ “قوله” توماس مولر ألجمّه وألجم ميسي ورفقاؤه
في مناسبات “حساسة” ومؤثرة جداً على الصعيد الدولي والمحليّ ,
وآخر ما يمكنُ “الضحك” على أحاديثه الفتى “الملغوم إعلامياً” نيمار دا سيلفا والذي بدوره قد إنتقل إلى نادي برشلونة
بعد مُسلسلٍ طويلٍ ومماطلات لم يكنْ الهدف منها سوى “رفع” من قيمة اللاعب “المُبالغ فيه” الطامة لا تكمنُ
في سعره أو في أدائه وحسب , وإنما في أولى تصريحاته “الساقطة” في جميع مجالات التفسير ,
فلقد قالها بالحرّف الواحد : جئت “لأساعد” ميسي على أن يكون الأفضل في العالم !
وهُنا نكون على موعدٍ على عدّة إحتمالات لا بدائل عنها ..
الإحتمال الأول: بأن إدارة برشلونة أخبرت نيمار بأن نجوميته أو مركزه لن يخوله لأن يتفوق على ميسي
فجامله لتكسب ودّه في اللعب وكي لا يحدث لك ما حدث مع إبراهيموفيتش وفيا .
الإحتمال الثاني: بأن اللاعب نفسه يؤمن بأن مستواه “لا” يؤهله لأن يتفوق على ليونيل ميسي سواءٌ في عاجلاً أم آجلاً
فقال هذا التصريح لكسبّ إحترام ميسي والجماهير القاطالونية أكثر .
الإحتمال الثالث: بأن نيمار لا يزالُ طفلاً في عقله ولا يُجيد أبجديات الحديث وفي هذه الحالة يكون الوضع أفضل من سابقه!
فهذه طامةٌ كُبرى بأن يُكلف لاعبٌ ستين مليون يورو فقط لأن يُساعد لاعباً آخر على التفوق !
رُبما يجهلُ نيمار بأن البرازيليين “فطرياً” ولدوا لينافسوا أقرانهم الأرجنتينين والألمانيين والإيطاليين والإنجليز
في جميع مراحل وفئات كُرة القدم ,
وشذوذ نيمار عن هذه القاعدة قد يؤكد ليّ ما سبق وقلته بأنه “لاعب فقاعة” لا أكثر ولا أقل.
فـهـد الـفـضـلـي – كـاتـب فـي صـحـيـفـة الإرادة الإلـكـتـرونـيـة
Twitter: @Fahad_Fenomeno