قلم الإرادة

بضائع البراك والوسمي وتجار الخرده !!

   أي محاولة للتخفيف من جرعة الخلاف السياسي بين  مسلم البراك وعبيد الوسمي هي بلا شك  محاولة فاشلة تشبه إدعاء حجب الشمس بمنخل !! وكذلك أي محاولة لزيادة جرعة التركيز على خلافهما وجعله كمسألة حياة أو موت للحراك هي أيضاً محاولة بائسة أخرى، مجرد التفكير بها هو  “فَشلَه” لتاريخ الحراك الطويل والممتد !! باختصار محاولة حجب الشمس بالمناخل أو محاولة جعل المنخل بحد ذاته رمزاً لمرحلة مهمة من تاريخ الحراك هي “مانخوليا” عقلية ابتلى بها تفكير البعض من الحراك للأسف !!

 

الوسمي والبراك شخصيتان سياسيتان يحملان كما خلافياً كبيرا في “منهج” الوسائل حتى وإن كانت غايتهما واحدة ولكونهما من دائرة واحدة ويخاطبان تقريباً شريحة واحدة واستحالة خضوع أحدهما للآخر بسبب فائض الكاريزما القيادية لديهما  فطبيعي جداً أن تتقاطع خطوطهما  في نقطة ما خلافية لن تكون أبداً أول أو آخر النقط المرسومة على سطور المنافسة كما هو متعارف عليها في عالم السياسة !! بل وأزيدكم من “السياسة” بيت وأقول أن خلافهما بحد ذاته هو خلاف مثري لأهداف الحراك أكثر من اتفاقهما فمع الخلاف تتنوع بضائع الوسائل وتزيد ليصبح عرض مشهد غاياتنا أقل بعداً وأقرب منالاً وإن كنا نريدها نحن من طالبنا بالمزيد من الحريات في كل خطوات حراكنا منهجاً واحداً ووسيلة واحدة فكل ما علينا هو ركن الأفكار السياسية المتنوعة على الرف ثم استنساخ العشرات من البراك أو من الوسمي وتوزيعهم على ملفات العشرات من القضايا السياسية ثم الجلوس على مقاعد سينما الديموقراطية بعد شراء الفشار والعصائر لمشاهد نفس الفيلم المنهجي للمرة الألف ونحن ندعي اللهفة ومداعبة الأدرينالين شوقاً لمعرفة نهايته للمرة الألف أيضاً !! فلنكتفي وحسب بهذه النسخة الوحيدة من أفلام المقولات والشعارات الدستورية أمام خصومنا وكفى الله ديموقراطيتنا وودنا ورأينا والرأي الآخر شر القتال !!

 

أعتقد أن مشكلة الخلاف البراكي – الوسمي الأساسية تكمن في من لا ينظرون إليه كحالة سياسية عادية تحدث في أحسن العائلات الديموقراطية بقدر اعتبارهم إياه كسبب رئيسي لبقائهم هم على المسرح السياسي !!

 

فتجار حروب الخلاف هؤلاء رغم فقرهم الفكري وخوائهم الكاريزمي قد تضخم رصيدهم الإعلامي والشعبي عبر المتاجرة بخردة الوسائل التي تسقط من جيوب إختلاف فكر الوسمي والبراك وبدون وجود نبع الخلاف هذا سيتلاشى دخانهم مع بداية فتحنا لنوافذ الديموقراطية الحقيقية في عقولنا ودخول أول نسمات هواء النوايا الصادقة المنعش.

 

فلندخن على ديموقراطيتنا  بنار حطب الوسائل المجنية من أشجار “غايات” الفكر المختلفة وليرتفع الدخان عالياً حتى تنجلي حقيقة غاياتنا فالديموقراطية ليست مجرد أصوات توضع في الصناديق؛ بل هي أصوات توضع في خانة الصدق مع النفس أولا وأخيراً.

 

فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bin_7egri

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى