قلم الإرادة

نخل الحوار العربي !!

   في الزمانات كان “اللي ما يعرفك ما يثمنك” أما الآن فإن “اللي ما يعرفك يثمنك ويفرزك قسائم وبلوكات وممكن يطلع عليك رخص من البلدية بعد” !! سوء النية هي قاعدة مثلث الحوار العربي والارتفاع في الجهالة هو سقفها الذى يخر شتيمة وسباب !! واضرب نصوص القاعدة سيئة النية في خوار الارتفاع تطلع لك مساحة مثلث الحوار العربي التي تساوي وبدون بواقي منفعة …صفر على الشمال !!

 

أنا ابن المحيط العربي وأدعي أننى أعرف مساحة مثلث حواره جيداً كما أستطيع وآنا أخز ضميري بعينه عوضاً أن ينغزني هو كالعادة بأن أقول إن هندسة الحوارات العربية كل زواياها حادة تجرح ولا تداوي وإن نتائج النقاش ليست هي مربط الفرس بل هي مربط ما أردى منه إلا المفتلت من جنون طغيان “الأنا” وتصابي النرجسية !!

 

النقاش معانيه أن تفيد وتستفيد وتعلم وتتعلم ونيشانه هو ألوان الفائدة التي تزين ملامح بنات الأفكار بآخر ما وصلت إليه موضة الفكر أما “العت واللت “والتذاكي والتعالم على خلق الله فلن يفيد إلا بحصد المزيد والمزيد من أصفار الشمال التي تزيد بها مساحة وجه مثلث الحوار العربي صفرة وذبولاً !!

 

شاعر اليمن الكبير عبد الله البردوني رحمة الله كان يكره نقاشات المتعالمين أكثر من العمى الذي ابتلى به وكان أحد الأدباء المتعالمين يكرر على مسامعه في مجلسه أنه أكثر منه علماً وأنه يستطيع هزيمته في أي نقاش فالتفت إليه البردوني يوماً سائلاً إياه: هل تعرف نخلة بنت عامر؟! فرد المتعالم فوراً متبسما نافخاً ريشه: ومن لا يعرفها هي صحابية جليلة شاركت رسول الله أكثر من غزوة فسكت البردوني وهو يهز رأسه وعندما خرج أخينا الأديب انفجر البردوني ضاحكاً حتى دمعت عيناه وهو يقول: نخلة بنت عامر هي …. أمي!!

 

فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bin_7egri

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى