حرب “سي أي إيه” والبنتاغون على الأراضي السورية
باتت أجزاء من الأراضي السورية ساحة حرب جديدة، لكنها تحت راية الولايات المتحدة، حيث تتقاتل فصائل مسلحة مدعومة من وزراة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وأخرى من وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي آيه)، ما يشير إلى عدم وضوح الرؤية الأميركية تجاه تسليح الفصائل المسلحة التي تقاتل القوات الحكومية وحلفائها وتنظيم داعش.
فقد أكد مسؤولون أميركيون اندلاع معارك في السهول الممتدة بين مدينة حلب المحاصرة والحدود التركية بين فصائل فرسان الحق المدعومة من (سي آي آيه) والقوى الديمقراطية السورية المدعومة من (البنتاغون) والتي تتحرك في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.
ونقل موقع “شيكاغو تريبيون” عن فارس بيوش، قائد لواء فرسان الحق المنضوي تحت لواء الجيش الحر، قوله: “سنحارب أي فصيل يهاجمنا، بغض النظر عن المكان الذي تلقى منه الدعم”.
كما أفاد مقاتلون في الفصائل المسحلة باشتباكات مماثلة في 3 مارس الجاري ببلدة أعزاز التي تمثل نقطة عبور رئيسية للمقاتلين والإمدادات بين حلب وتركيا.
المعارك بين الفضائل المدعومة من الولايات المتحدة، توضح بشكل جلي صعوبة الجهود الأميركية الرامية إلى التنسيق بين عشرات الجماعات المسلحة التي تسعى إلى الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد وفي ذات الوقت محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
من جانبه، وصف آدم شيف زعيم الديمقراطييين بلجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي الاشتباكات بين الفصائل المدعومة من واشنطن بأنها “ظاهرة جديدة نوعا ما.. وهو جزء من لعبة الشطرنج ثلاثية الأبعاد، وهذا هو ميدان المعركة السورية”.
وتتزامن الحرب بين حلفاء واشنطن مع مرحلة تبدو حاسمة في الحرب السورية، وذلك بعد التقدم الذي أحرزته القوات الحكومية مدعومة بمليشيا حزب الله والقصف الروسي واستعادة مدينة تدمر الآثرية بريف حمص من تنظيم داعش الإرهابي. وذلك في الوقت الذي تشهد المعارضة تراجعا واقتتالا.