المشمش الطائر
من الجدير بالذكر أن تحديث اسطول الخطوط الجوية الكويتية استغرق وقتاً أكثر بكثير, من الوقت الذي قضاه الأخوان رايت للقيام بأول محاولة طيران ناجحة في التاريخ !
تحديث اسطول الكويتية ما زال الحديث القديم دائراً حوله, منذ ما يزيد على عقدين من الزمان والعقود الزمنية قابلة للزيادة وربما نورث عقود أحاديثنا كالعادة لأجيالنا القادمة كما سنورثها الكثير والكثير من الأشياء المعقدة الأخرى !
الأخوان رايت استغرقت محاولاتهما ثلاث سنوات فقط لترتفع طائرتهما في العام 1903 فوق هضاب “كيتي هاوك” معلنة بداية عصر الطيران, بينما اسطولنا الجوي ومنذ 30 سنة ما زال “كطمام المرحوم” يحلق فوق “الضجيج” ينتظر انتهاء فترة الخطوبة الطويلة من الوعود والاقتراحات والأحلام !
الأخوان رايت بدءاً من الصفر وإنارة ضوء أمل حلم الطيران, والأسطول الجوي, متجه إلى الصفر بسرعة ضوئية, الأخوان رايت كان تصميمهما على الطيران مشروعاً مجنوناً في ذلك الوقت, وعدم طيران الأسطول كما يليق بدولة غنية من ذات البراميل هو المشروع الأجن في العالم !
الفصل الأخير في أسطورة تحديث الكويتية هو الفصل الأجمل للنواح, خصوصاً بعد توقيف رئيسها النصف بسبب صفقة الطائرات ثم إبرام الصفقة نفسها بعد إيقافه مع ذات المصدر ! لماذا أوقف النصف إذن؟! لا ندري! هل إتمام الصفقة نفسها تبرئة له؟! لا ندري! ما هو الفرق المالي بين الصفقتين؟! لا ندري !
ويبقى السؤال “اللا أدري” الأهم هو: هل ستتطور الخطوط الجوية الكويتية بهكذا عقلية إدارية؟ أيضاً لا ندري! ربما لأنه سؤال فني بحت يحتاج إلى خبير فلك وأرصاد يحدد لنا وقت موسم “المشمش” في الكويت!
فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bin_7egri