من هو التاجر ومن الحرامي؟
إن معنى كلمة تاجر فهي كبيرة لو عرفنا معناها ولكي يحظى الإنسان بلقب تاجر يجب أن يتحلى بالصفات التي تفرضها عليه حروف كلمة تاجر
فحرف التاء يدل على التقوى أن يتقي التاجر ربه في معاملاته مع الناس لايغش ولا يظلم، وحرف الألف يدل على الأمانة، وحرف الجيم يدل على الجرأة فلا بد للتاجر أن يكن جريئاً، وحرف الراء يدل على الرأفة .
هكذا يستحق الإنسان أن يطلق عليه لقب التاجر، أما معنى كلمة حرامي فهي مشتقة من الفعل الحرام أو المحرم أو الشيء الممنوع فعله وهي عكس كلمة حلال ..
لذلك لونظرنا للواقع الحالي بكل حيادية وإنصاف لوجدنا كل من يعمل ببيع الإقامات والاتجار برزق وعرق الناس الضعفاء وكل من يأخذ المناقصات أو الصفقات دون وجه حق وكل من يأخذ عمولة من المناقصات أو الصفقات الضخمة وكل من ينفذ عمل بالغش والتدليس وكل ومن يأخذ رشوة وكل من يرفع أسعار السلع دون وجه حق وكل من يأكل أموال الناس بالباطل وكل من يقوم بتعيين معارفه أو أصدقائه دون وجه حق ومن أجل مصالحه وكل من يأخذ راتب أومكافئات أومهمات أو أموال من اللجان أو هدايا وهو في منصب دون وجه حق من أجل التنفيع المادي وكل من يأخذ أراضي أو مزارع أو مصانع من الدولة بأسعار زهيدة ويخالف عقد الإنتفاع ويؤجرها للغير بمبالغ كبيرة وكل من يسرق الماء والكهرباء والديزل دون وجه حق وكل من يأخذ مال من أجل موقف سياسي أو تجاري وكل من يجبر الناس على دفع أموال ويأخذها دون وجه حق وإلا ستقف جميع أعمالهم وكل من يتهرب من التعرفة الجمركية أو يقوم برفع قيمة تقييم البضائع ظلماً وزوراً وكل من يتلاعب بأموال المساهمين بالبورصة أو بالجمعيات التعاونية ويبتلع أموال الناس ظلماً جميع هؤلاء من تم ذكرهم ولكي نسمي الأمور بمسمياتها الحقيقية فهم حرامية بمعنى الكلمة مهما بلغت مراكزهم ومناصبهم وأرصدتهم وأسماؤهم فمعنى كلمة حرامي كما تم سرد معناها الحقيقي لا تقبل التجزئة أو المجاملة وسيصبح هذا اللقب لصيق لأولادهم وأحفادهم مهما حاولوا إخفائه بالبهرجة والبذخ والكرم الزائف وسيطلق عليهم حرامية أبناء حرامية أبناء حرامية .
لهذا شتان بين لقب تاجر ولقب حرامي فالتاجر له صفات حميدة وأخلاق رفيعة ونفس أبية والتاريخ يشهد من هم التجار أهل النزاهة والورع والقيم فهم أصحاب مبادئ وكرامة والشجاعة ويترفعون عن صغائر الأمور وتجار الكويت الحقيقيين بالسابق كانت لا تعلم شمالهم ما تقدمه يمينهم من فعل الخيرات دون رياء أو سمعة.
أما الحرامية فنجدهم جبناء لا يواجهون ويلهثون وراء صغائر الأمور وأعينهم تراقب ما في أيدي الناس البسطاء وشديدين البخل وأنفسهم فقيرة مهما بلغت ثرواتهم ويعشقون الظهور والرياء والسمعة والبهرجة لأعمالهم الخيرية ليخفوا حرمنتهم وسرقاتهم.. نسأل الله العفو والسلامة ولا أعني أو أقصد الأشخاص الذين يقدمون الخير لكي يتعض به غيرهم فهم معروفين جزاهم الله خيراً .
ولكن المقصود هؤلاء من يحاولون أن يوهموا الناس وهم مكشوفين ويعلم عنهم الجميع ولايسعني إلا أن أذكرهم بهذا الحديث :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول ابن آدم مالي، وما له من ماله إلا ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فأمضى».
بمعنى لن يستفيد الإنسان من ماله كله مهما بلغت ثروته إلا مايأكله ويفنيه،
وما يلبسه ويبليه، وما يتصدق به، ويكون له عندالله أجر عظيم في قبره ويوم القيامة والله سبحانه وتعالى طيب لا يقبل إلا المال الطيب الحلال .
“من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، ثم أتته
الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق
عليه شمله، ولن يأته من الدنيا إلا ما قُدر له “
إتعظوا فلن تبلغوا بثرواتكم ما بلغ قارون من ثروة .
الله المستعان
**
م. ناصر العليمي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @Nasser_alalimi