منوعات

العلماء يسعون لتفادي خطر الكويكبات التي تتربص بالأرض

يسعى العلماء للتعرف على الأجسام العائمة في الفضاء والتي قد تلحق اضرارًا بالأرض متى ارتطمت بها، خصوصًا انها لا يمكن كشفها بالتلسكوب.

عندما انفجر نيزك فوق مدينة تشيليابنسك الروسية في شباط (فبراير) الماضي، ألحق اضرارًا مادية جسيمة بالمدينة. وقالت دراسة نُشرت أخيرًا في مجلة نايتشر العلمية أن عدد هذه النيازك الخطيرة التي تهدد الكرة الأرضية أكبر بكثير مما كان يظن العلماء.

ويسعى العلماء منذ سنوات إلى التعرف على جميع الأجسام التي يزيد حجمها على كيلومتر، لأن الأجسام العائمة في الفضاء بهذا الحجم هي التي تلحق اضرارًا كبيرة إذا ارتطمت بالأرض. ولا يستطيع العلماء أن يروا إلا بعض الأجسام الأصغر من هذا الحجم، لأنها لا تعكس ما يكفي من ضوء الشمس لرصدها في التلسكوب. وكلما صغر حجمها، قل ضوء الشمس الذي تعكسه، وازدادت صعوبة اكتشافها.

سنتينل تقدر

كان شعاع النيزك الذي سقط على المدينة الروسية يقل عن 20 مترًا، لكن تأثيره كان بالغ الضرر. وتفكك النيزك قبل أن يضرب الأرض، لكن الضغط الهوائي الذي أحدثه هو السبب في ما وقع من اضرار بتحطيم النوافذ وقذف الأشخاص عدة امتار داخل بيوتهم، فضلًا عن الأضرار الانشائية التي تعرضت لها المباني.

ويدعو علماء إلى استخدام مركبات فضائية للبحث عن النيازك والكويكبات السائبة في الفضاء. وأعدت مؤسسة بي-612 لحماية الأرض من الكويكبات برنامجًا باسم سنتينل لارسال مركبة تمشط الفضاء في مدار قريب من الشمسن بحثًا عن الأجسام التي يزيد حجمها على 140 مترًا. وأوضح الدكتور هيو لويس، من جامعة ساوثمبنون البريطانية، في حديث لصحيفة غارديان أن علماء الفلك لا يستطيعون أن يرصدوا بالتلسكوب كويكبًا منطلقًا صوب الأرض من الشمس. لكن مركبة سنتينل تبحث عن كل ما هو قادم من الشمس، وبذلك تغطي مدى أوسع لرصد الأجسام الطائرة. إلا أن المركبة تحتاج إلى أجهزة كشف حساسة للغاية ويعتزم العلماء استخدام جهاز يعمل بالأشعة تحت الحمراء لكشف النيازك والكويكبات المتجهة نحو الأرض.

حماية الأرض

أكد الدكتور لويس أن هذه المركبة محطة للانذار المبكر، تمكِّن العلماء من رصد الأجسام الخطيرة. واضاف أن خطر ارتطام كوكيب بالأرض طبيعي وقائم، والأرجح أن يتمكن العلماء من مواجهته بما لديهم اليوم من تكنولوجيا متطورة. وكل ما يتعين على العلماء عمله هو حرف مسار الكوكيب ليُخطئ الأرض، بطريقة تمنع عودته إليها بعد سنوات.

ورفض الدكتور لويس فكرة تفجير قنبلة نووية كبيرة في الفضاء للقيام بذلك. وقال: “توصلت وكالة الفضاء الاميركية – ناسا إلى طريقة لحرف كويكب منطلق نحو الأرض عن مساره، بإطلاق مركبة فضائية نحو الكويكب وضربه بسرعة فائقة، وإذا أُزيح الكويكب قليلًا عن مساره قبل 30 عامًا على وصوله إلى الأرض فإن هذه الإزاحة الصغيرة تكفي لانقاذ الأرض”. واضاف: “الوقت لن يكون متاحًا لحرفه عن مساره أو إجلاء المنطقة المستهدفة، لكن ما يمكن عمله هو تثقيف الناس، فإذا رأيتَ وميضًا براقًا في السماء يتكون وراءه ذنب هائل من الدخان، فأول ما عليك فعله هو الابتعاد عن النافذة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى