قلم الإرادة

ميزان محمد عبد القادر الجاسم

   إختلف المؤرخين حول قائل العبارة التاريخية الشهيرة: أنا الدولة، والدولة أنا!! بعضهم ينسبها للويس الرابع عشر ملك فرنسا وبعضهم يلصقها بفريدريك الثاني ملك الألمان وعلى العموم خلاف النسب التاريخي هنا لا يفسد لِدَوي هذه العبارة المرعب قضية فسيظل صداها مجللاً مشكلاً أفضل خريطة إنسانية متوفرة تتجه كل أسهمها نحو صميم قلب أرض نرجسية قاحلة يستحيل أن تنبت تربتها الفقيرة أزهار النرجس الديموقراطي الملون الذي تفضل النحل والآراء امتصاص رحيقه.

 

المؤرخ الكويتي محمد عبد القادر الجاسم له رأي آخر في العبارة المشهورة, فهو يرى أنها قرض إنساني ربوي حرام أن نطق بها لويس أو فريدرك أو غيرهم من الحكام إما أن نطقها هو “تورقاً” مسطراً إياها على صفحات الصحف أو مغردا بها على “تايم لاينات” التويتر تحت عنوان: أنا الحراك, والحراك أنا !!  فهي حلال زلال و”كل شي ما بيها” ربما لأن جلب المصالح الضيقة عنده  مقدم على درء خلافات الحراك الواسعة وإن بان من رأيه الأوحد في فلان أو علان  الود فالكل هينٌ وكل ما تحت التراب حراك !!

 

أبو عمر أنت ولا شك رقم صعب ومهم في الحراك ولكن مكونات الحراك ليست مجرد أصفار على شمال، رأيك الأوحد ولسنا دخاناً لبخور سوقك الراقد على جمر غضبك, وأنت مهم نعم لا ننكر هذا ولكنك لست الأهم فلا تكن “هماً” جديداً يضيفه الحراك إلى رصيد همومه المتضخم.

 

ويعلم الله يا أبا عمر أني كنت أشفق على عوران الأنصاف ممن كانوا يرون القذى في عين ماضيك ولا يرون جذع حاضر تضحياتك, فلا تجعلني اليوم أشفق أكثر على “ميزان” إنصافك الذى جعل “عبيد الوسمي” في كفة و”زيد الأغلبية” في كفة أخرى ثم كسر بيضة القبان جاعلاً منها طبق “شكشوكة” إتهامات كُرمى لعيون “فلان” أو “علان” فأوردتها يا أبا عمر وأنت “مُتَهِمٌ” لأبناء الحراك  لنقولها لك آسفين ما هكذا يا أبا عمر تورد “مُثل” الحراك العليا خصوصاً إن وزنت بمثل هذه الأنواع من الموازيين المتهالكة التي لا تنتج إلا حشفاً وسوء كيل !!

 

فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bin_7egri

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى