محليات

1.47مليار دولار إجمالي مساعدات الكويت للشعب السوري

أعرب سفير دولة الكويت لدى إسبانيا الدكتور سليمان الحربي عن فخره بالمبادرات الإنسانية لدولة الكويت ودورها الريادي في تخفيف أزمة اللاجئين السوريين ضمن الجهود المبذولة في إطار منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
جاء ذلك في مائدة مستديرة استضافتها مؤسسة (البيت العربي) الثقافية في مدريد مساء أمس الخميس تحت عنوان (مساهمة دول الخليج العربي في أزمة اللاجئين السوريين) وشارك بها سفراء اربع دول خليجية أخرى معتمدون لدى إسبانيا.
وقال السفير الحربي ان “دولة الكويت هرعت منذ الوهلة الأولى لبدء الازمة الإنسانية المترتبة على النزاع السوري بمبادرة كريمة وإنسانية من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لتقديم جميع سبل العون والمساعدة الممكنة للشعب السوري وتلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين”.
وأضاف ان “دول مجلس التعاون الخليجي لطالما سخرت صناديقها السيادية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمل الإنساني في السلم قبل الحرب” مشيرا إلى ان “دولة الكويت جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة ذات الايادي البيضاء”.
وشدد على ان “المواقف الإنسانية لدولة الكويت مواقف مبدئية وأخلاقية تنسجم مع قيمها وأيديولوجيتها وسياستها الخارجية القائمة على الاحترام وحسن الحوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتقديم الدعم الإنساني والتنموي للشعوب لتتوج بذلك (مركزا للعمل الإنساني) ويمنح سمو الأمير لقب (قائد للعمل الانساني) من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
ولفت السفير الحربي إلى ان القيادة السياسية الكويتية أخذت بزمام المبادرة بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالدعوة إلى عقد مؤتمرات دولية للمانحين لتقديم المساعدة للشعب السوري الشقيق لافتا إلى انها لم تتوان عن استضافة ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا خلال أعوام 2013 و2014 و2015.
واشار كذلك الى مشاركة الكويت المملكة المتحدة وألمانيا والنرويج في رئاسة المؤتمر الدولي الرابع للمانحين المقرر عقده في لندن اوائل الشهر المقبل بعنوان (دعم سوريا والمنطقة).
وقال السفير الحربي ان إجمالي المساهمات الفعلية الرسمية التي قدمتها دولة الكويت لتخفيف أزمة الشعب السوري حتى تاريخه بلغ 47ر1 مليار دولارا منها 3ر1 مليارات قيمة مساهماتها في المؤتمرات الدولية الثلاثة للمانحين أي ما يعادل 18 بالمئة من قيمتها الاجمالية إلى جانب جهود ومساهمات المجتمع المدني والمؤسسات الخير والمنظمات غير الحكومية الكويتية لتوفير سبل العيش الكريم للاجئين السوريين في دول الجوار السوري.
وعلى الجانب السياسي أوضح السفير الحربي ان الكويت سعت مع اشقائها في مجلس التعاون لدول الخليج وجامعة الدول العربية الى إعطاء القضية السورية أول اهتماماتها في حين تعمل على دفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه تلك المأساة بإيجاد حلول جذرية تحقق للشعب السوري مطالبه المشروعة.
وشدد على أهمية إيجاد حل سياسي للازمة السورية في أسرع وقت ممكن مؤكدا في معرض الرد على أسئلة الحضور ترحيب دول الخليج باللاجئين السوريين وأسرهم في الوقت الذي أشاد أيضا بجهود إسبانيا ضمن هذا الاطار ومشاركتها الفاعلة في مؤتمرات المانحين الثلاثة التي استضافتها دولة الكويت.
وشارك في المائدة المستديرة اربعة سفراء خليجيين آخرين معتمدين لدى اسبانيا هم سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة الدكتورة حصة عبدالله العتيبة وسفير المملكة العربية السعودية الأمير منصور بن خالد آل سعود وسفير دولة قطر عبدالرزاق عبدالجليل آل عبدالغني وسفيرة سلطنة عمان كفاية بنت خميس بن مياه.
كما حضر المائدة عدد آخر من السفراء العرب المعتمدين لدى إسبانيا منهم السفير الفلسطيني موسى عمر عودة الى جانب عدد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والثقافية العربية والاسبانية الرفيعة وعدد من المهتمين والدارسين والمتابعين للأزمة السورية.
وأجمع السفراء الخليجيون المشاركون على أهمية إيجاد حل سياسي عاجل للازمة السورية لإنهاء معاناة الشعب السوري مشددين في الوقت نفسه على أهمية التنسيق على المستويين العربي والدولي للاستجابة لاحتياجات اللاجئين السوريين الذين يتجاوز عددهم الأربعة ملايين والنازحين والمحتاجين داخل البلاد وعددهم نحو 5ر13 مليون.
وشددوا على عزم بلادهم مواصلة دعم الشعب السوري معربين في سياق متصل عن أملهم في أن يتكشف مؤتمر جنيف القادم عن خطوات إيجابية ملموسة لحل الازمة السورية.
وقالت السفيرة الإماراتية الدكتورة حصة ان الامارات لم تتوان عن تقديم المساعدة للشعب السوري منذ عام 2011 موضحة أن اسهاماتها الاجمالية بلغت ما يعادل 1ر1 مليار دولار.
وأضافت ان المؤسسات الخيرية والإنسانية الإماراتية ساهمت أيضا في إطلاق الحملات الإنسانية وتقديم الخدمات المختلفة للاجئين السوريين في دول الجوار السوري موضحة ان بلادها استوعبت أكثر من 250 ألف سوري على أرضها وقدمت لهم الخدمات وتصاريح العمل والإقامة وسمحت لعشرات آلاف العائلات بالبقاء فيها وكذلك أكثر من 17 ألف طالب وطالبة.
وشددت على ان الامارات ملتزمة بموقفها القومي والإنساني مع شركائها في الأمم المتحدة بالاستمرار بتقديم المساعدة المباشرة وبالتنسيق والعمل لتحسين الحياة في المخيمات والعمل على رفع المعاناة عن الشعب السوري وحماية كرامته الإنسانية.
من جانبه اعتبر السفير السعودي الأمير منصور بن خالد ان ما تعيشه سوريا اليوم هو نتيجة الحرب المدمرة التي فرضها النظام السوري على شعبه متسببا في نزوح أبناء الشعب السوري إلى دول الجوار وإلى أوروبا.
وشدد على ان السعودية كانت من أولى الدول المرحبة بالسوريين منذ خمسة اعوام موضحا انها تحتضن 5ر2 مليون سوري لا تعاملهم كلاجئين بل منحتهم حرية العمل والإقامة والرعاية الاجتماعية والصحية.
واضاف انه تم كذلك قبول الطلبة السوريين في المدارس والجامعات بالمملكة والاسهام في رعايتهم في الأردن ولبنان بالتعاون مع حكومتي البلدين فيما قدمت المملكة أيضا مساعدات مالية كبيرة وكانت من المساهمين في المؤتمرات الدولية للمانحين التي استضافتها دولة الكويت.
من جانبه وصف السفير القطري عبدالرزاق عبدالجليل الأزمة السورية بأنها “جرح يؤلم الضمير الإنساني” معتبرا انها “أكبر المآسي الإنسانية في العصر الحديث يعيش فيها الشعب السوري ظروفا في غاية الصعوبة ولاسيما مع تنامي الازمة وانسداد آفاق التوصل إلى حل للازمة”. وأوضح السفير عبدالرزاق ان اثنين من كل ثلاثة لاجئين سوريين يعيشون تحت خط الفقر وان نصف اللاجئين هم من الأطفال الذين لا يعانون مصاعب جمة وتبعات نفسية مثقلة.
وأكد التزام قطر بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب السوري موضحا في هذا السياق ان قطر أوفت بوعودها في ذلك الصدد ومنحت 5ر1 مليار يورو لتلك الأغراض الإنسانية موضحا في سياق متصل ان بلاده تساهم بشكل رسمي وعبر جمعياتها الخيرية في توفير مختلف احتياجات اللاجئين السوريين لاسيما في الأردن وتركيا وشمال لبنان.
بدورها ذكرت سفيرة سلطنة عمان كفاية بنت خميس ان السلطنة استقبلت اللاجئين السوريين برحابة صدر ولم تعاملهم معاملة اللاجئين بل رحبت بهم بصفتهم مقيمين وطلابا وعاملين كما سهلت أمور لم شمل الاسر السورية.
وشددت على ضرورة إيجاد حل سياسي للازمة ومعالجتها في أسرع وقت ممكن ليعود السوريون إلى وطنهم مشيرة في هذا السياق إلى ان السلطنة تساهم بشكل فاعل في إيجاد تلك الحلول والمساهمة في تأمين العيش الكريم للسوريين.
يذكر ان (البيت العربي) الذي يمتلك فرعين له في مدريد ومدينة (قرطبة) الاندلسية هو مؤسسة ثقافية تابعة لوزارة الخارجية الاسبانية تهدف الى تعميق التواصل وتعزيز التفاهم والحوار بين اسبانيا والدول العربية عبر تنظيم مؤتمرات وندوات في شتى المجالات واقامة معارض فنية وثقافية من شأنها تعريف المواطن الاسباني بتاريخ وحاضر الدول العربية والحفاظ على الروابط مع المهاجرين العرب بإسبانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى