عشية جنيف 3.. المرصد يتحدث عن “شهر روسي دام”
عشية الموعد المفترض لانطلاق مباحثات في جنيف بشأن سوريا، استمرت الغارات الروسية بقصف المدنيين في مناطق متفرقة من البلاد، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تحدث عن مقتل 471 مدنيا منذ مطلع يناير من جراء الضربات الروسية.
وقال المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له، الخميس، إن 44 مدنيا على الأقل قتلوا الأربعاء في غارات روسية على مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش في محافظة دير الزور شرقي سوريا ومدينة الباب معقل المتشددين في محافظة حلب شمالي البلاد.
كما نشر المرصد تقريرا تحت عنوان “في ظل صمت دي مستورا الغامض والمخيف.. روسيا تصعد من مجازرها بحق أبناء الشعب السوري”، في إشارة إلى مبعوث الأمم المتحدة، الذي وجه دعوات للمشاركة بمباحثات جنيف المقررة في 29 يناير الجاري.
إلا أن الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماع المعارضة السورية بالسعودية لم تحسم موقفها بعد من المشاركة المباحثات، مشددة على ضرورة تنفيذ البندين 12و13 من قرار مجلس الأمن الذين ينصان على وقف قصف المدنيين وفك الحصار وإطلاق المعتقلين.
وفي هذا السياق، قال نعسان آغا، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التي تعقد منذ الثلاثاء اجتماعات في الرياض لبحث مصير المشاركة في “جنيف 3″، إن المعارضة جادة في المشاركة و”من يعيق انطلاقها هو من يمارس قصف المدنيين وتجويعه”.
ويطالب القرار 2254، الذي أقره مجلس الأمن، بوقف إطلاق النار كخطوة أولى في خريطة طريق تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة، وتشكيل حكومة انتقالية في غضون 6 أشهر، وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا، من دون ذكر مصير الرئيس السوري.
وأكدت المعارضة، التي تسعى إلى فرض وقف القصف قبل الذهاب إلى المفاوضات، أنها لاتزال تنتظر رد على رسالة أرسلتها للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تطالب فيها أعضاء مجلس الأمن بالقيام بمسؤولياتهم والتزامهم في تطبيق القرار الدولي.
ومع الغموض الذي يلف مصير المفاوضات، تمكن المرصد، وفق تقريره، من “توثيق” مقتل “471 مواطنا مدنيا” منذ الأول من يناير 2016 “وحتى فجر الـ27 من الشهر الجاري، إثر غارات نفذتها طائرات حربية روسية استهدفت عدة محافظات سورية”.
وأضاف المرصد أن بين القتلى “الذين قضوا في الضربات الجوية الروسية 127 دون سن الـ18.. بالإضافة لإصابة مئات آخرين بجراح مختلفة”، مطالبا دي مستورا “بوضع شرط وحيد وأساسي لبدء المفاوضات، وهو وقف القتل المستمر”.
وفي حال انطلقت المفاوضات قبل وقف إطلاق النار، فإن المرصد اعتبر دي مستورا “شريكا أساسيا في قتل المدنيين من أبناء الشعب السوري، وبصفته كمندوب إلى سوريا، فقد كان هو وفريقه على علم يومي بالمجازر وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية..”.