قلم الإرادة

من تكون؟

انظر إلى السماء في ليلة ساكنة وكأن الوجود خلا من كل موجود، في ليلةٍ صفاؤها كبلورٍ نقي. أعجبك تناثر النجوم؟ شدّك بريق بعضها وغرتك بمنازلها؟ همّشت دجى الليل الساحر كحبرٍ عتيق لشاعرٍ جليل وانسكب فتمدد وتبدد مكوّناً لوحة تاريخية مستقبلية تمرنا منذ وجِدنا حتى نَفنا. خالجك احساسٌ بالخزي لأنك نظرت لجزءٍ متناسياً الكل وهو الأهم هكذا نحن البشر من نعطي الأشياء قيمتها في هذه الدنيا. عندما ارفع السعر متحدية في أحد المزادات، هل لأن السلعة تستحق هذا السعر؟ لا بل لأني أنا فضّلتها. كذلك فتيلٌ بين أشيائي اعز من ذهبي والماسي، فتيلٌ لمربيتي حفظته كحفظي لذاتي و ما هو الا فتيل بخسٌ ليس بحريرٍ نُسِج من ريش الحورياتِ. يا عزيزي ويا كل مُقرّب ميّزتك عن كل من حولي ليس لميزةٍ فيك بل شيمة وفضلاً لناظري اللذان اختارا التغافل عن سيئاتك و تمجيد حسناتك. أخص ما ابتغيت بمنزلٍ كمنازل النجوم وان ابيت اضعته بين دجى الليل فحطيته من علّوه، تطلعات البشر كلها من تراب إلى تراب تتلاشى بغمض البصر فقبل أن تطمح وتعمل تأكد أنك أنت من اختار واهتم، أنت من أعطى لهذا المبتغى قيمته و ما هو إلا هدف من بين سيل لا يرصد له كماً ولا زمن.

 

 

**

 

دانة الحميضي – كاتبة سعودية في صحيفة الإرادة الإلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى