قلم الإرادة

الشعوب العربية بحاجة للدكتاتور العادل

   الديكتاتورية مشتقة من اللاتينية Dictatura، بمعنى يملي أو يفرض أو يأمر وهو التفرد بالقرار وهو هدف لجميع الأحزاب والتكتلات والرأسماليين والإقطاعيين بالمجتمعات الوصول للتحكم والتفرد بالقرار في جميع الدول حتى تصبح جميع القرارات تصب في صالح أحزابهم ومصالحهم الخاصة لذلك من الأفضل أن يقوم بهذا الشيء شخص واحد مستقل يكون ديكتاتوراً ولكن بشرط أن يكون عادلاً ومنصفاً حتى تكون جميع قراراته الفردية تصب في مصلحة الجميع بعدالة وإنصاف ويطبق القانون وينفذ المشاريع ويعاقب المسيئين وفق قرارات صارمة ولا يلتفت لأصوات النشاز ولا يتراجع أو يتردد ويفرد مسطرة القانون لتطول الجميع دون تفرقة.

 

   «إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن» معناه يمنع اقتراف المحرمات بالسلطان أكثر ما يمنع بالقرآن لأن بعض الناس ضعيف الإيمان لا تؤثر فيه زواجر ونهي القرآن فيخاف من عقوبة الحاكم.

 

   لذلك الديموقراطية والعدالة والحرية التي يطالب وينادي بها الأحزاب في الدول العربية ما هي إلا وهم أطلقه وروج له أتباع الأحزاب للسيطرة على ثروات الشعوب ودائماً ما يخافونه هو ظهور الديكتاتور العادل ويخوفون الشعوب من الحكم الفردي حتى لا ينقطع طموح مخططاتهم ومصالحهم لهذا في السياسة: لا توجد حقائق ثابتة ولا ثوابت حقيقية.

 

   ولو نظرنا للدول العربية التي بها أحزاب وديموقراطية مصطنعة فسنشاهد أنها لا تستطيع تطبيقها لأن الفئوية والتحزب والعنصرية والقبلية تسيطر عليهم وتعج دولهم بالفوضى والتخلف باسم الديموقراطية وكذلك عدم تقبل أتباع الأحزاب المختلفة لبعضهم البعض وأتباعهم لسياسة تسفيه كل من يخالفهم الرأي والصراع بقوة فيما بينهم للسيطرة على المواقع والمناصب المهمة بالتربية والجامعات والإعلام والصحة والبنوك وأماكن صنع القرار وزرع أتباعهم بها ورفض كل من لا ينتمي لهم مهما بلغ علمه، لذلك نجدهم ديكتاتوريين متعنصرين، لهذا جميع الأحزاب في الدول العربية لا يستطيعون أن يقودوا أنفسهم لأنهم يفتقدون النضوج الفكري، فكيف لهم أن يقودوا مجتمعا بأكمله؟ فهم أول من يحتاجون لمن يقودهم بقوة وعدالة، لذلك كل حزب سياسي يتخفى بغطاء الدين نجد لديه جناحاً مسلحاً، هذا يدل على براءة الدين الإسلامي منهم، والأحزاب المتحررة كذلك ما هي إلا بذرة فساد لسرقة ثروات الشعوب باسم الديموقراطية والمساواة والحرية.

 

   لذلك لو تتبعنا الشواهد عبر التاريخ لوجدنا أن جميع الأحزاب السياسية المتأسلمة في ظاهرها والأحزاب المتحررة يلتقون عند هدف واحد هو هدم مقومات الدين الإسلامي الوسطي الصحيح والسعي لتفكيك الدول المحكومة بالوراثة، لهذا دائماً ما نجد أن أتباع الدين الإسلامي الوسطي لا يمكن أن يكون لديهم أحزاب أو جناح مسلح أو هدف للوصول للسلطة بل يسيرون على منهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه رضوان الله عليهم ودائماً ما يكونون أول من يصطدم بهم جميع الأحزاب الوصولية.

 

   لذلك سنجد كل من ينتمي لحزب ليست لديه جذور تربطه بنفسه ليطور ذاته بل يبحث عن انتماء بديل ليكون فردا في حزب ليتجذر، وهذا لا يمكنه من تطوير ذاته بل سيكون تابعاً فقط.

 

**

 

م. ناصر العليمي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @Nasser_alalimi

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى