قلم الإرادة

أبو سناسيل وجيفارا

   قصة أبو سناسيل وأبو برابير قصة مجنون يكتب وعاقل يقرأ، هذا صديق قديم منذ الطفولة والدراسة الابتدائية حتى الثانوية كان طفل غير مرتب ومهذب  والسناسيل علامة تجارية يملكها وكأنها لاصقة في وجهه عن طريق البتكس ينام ويصحى بالسناسيل لم يعرف بحياته معني كلينكس .. كان لدينا مدرس اللغة الإنجليزية رحمه الله فايز ملوح يردد عليه … كل الأطفال لديهم جمجمة وداخلها مخ إلا انت لديك فقط جمجمة بدون مخ أو عقل .. إلخ وفجأة يحدثني صديق أن أبو سناسيل أصبح من رموز المعارضة ولديه شأن وكلمة وناس متابعة له ويطالب بتغيير حكومات وينتقد مثقفين وسياسين وعلى الفور اتصلت معه لكي نلتقي حتى أقنع نفسي أن أبو سناسيل قد وجد المصباح السحري وحصل علي شهادات عليا وتغير حاله من حال إلى حال بإرادة الله .. وقد حصل والتقينا وكانت الطامة الكبرى أنه لم يكمل الثانوية !! فسألته كيف أصبحت كذا وكذا فقال دبرت شهادة الثانوية والله يعز الفيس بوك أضرب السياسيين وخليك مع الخيل يا شقرا … إلخ فأدركت أننا في نهاية الزمان أبو سناسيل أصبح جيفارا عن طريق الفيس بوك صدق المثل الذي يقول عدي رجالك عدي من الأصلع إلى المصدي … سبحان الله انتهى زمن الشعارات المعلبة والرنانة والطنانة والبراقة  وأصبحنا في زمن الشماسية … بس بيني وبينكم بالفعل هيك حكومات بدها هيك سناسيل لأن هذه الحكومات لا تقدر المثابرة والتعليم والنجاح ولا يهمها الإنجاز درسنا وقرأنا نصف كتب الأرض وقدمنا الأفكار الناجحة وحصلنا على الإنجاز وقدمناه لهم لكن لا حياة لمن تنادي لأن هذه الحكومات لا تعشق ولا تهتم إلا لمن يضربها ويدوس في بطنها تركض وراه وتراضيه وتخاف منه ليش !!! لأنها حكومات هشه لم تقرأ ولا تعي معنى الثقافة ولا تقدر أصحاب الإنجازات فكيف لها أن تبقى؟ الثقافة تصلح ما تفسده السياسة والحكومات لكن هل من قارئ في هذه الحكومات؟ أنصح الجميع أن يحذو  حذو أبو سناسيل  لأني أخاف أن يكون هو الصح في آخر المطاف !! 

 

عبد الفتاح الدربي ـ كاتب وإعلامي

 

Twitter: @rdarbi

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى