الكويت والسعودية تدشنان «الربط الآلي للمركبات» بين النويصيب والخفجي: خطوة أولى تتبعها «الشاحنات» ثم ربط لجميع البضائع بين دول «التعاون» وتركيا
دشنت إدارتا الجمارك في الكويت والمملكة العربية السعودية مساء أمس الأول عملية الربط الآلي للمركبات بين منفذي النويصيب والخفجي.
وبهذه المناسبة، أكد رئيس فريق المشروع مهلهل المضف أن التطوير واقع قبل أن يكون شعارا أو رؤية تتبناها إدارة المشروع وتترجمها إلى مبادرات.
وأضاف: نحن اليوم كفريق للمشروع نعتبر هذا اليوم يوما تاريخيا حيث استطعنا الربط الآلي للمركبات مع الجمارك السعودية، مشيدا بفريق المشروع الذين عملوا بروح الفريق الواحد حيث كانوا يباتون في المنفذ باليومين والثلاثة حتى انتهت عملية الربط بنجاح.
وأشار إلى أن عملية الربط للمركبات هي الخطوة الأولى والخطوة القادمة ستكون عملية ربط الشاحنات وسيتبعها عمليات ربط مع دول الخليج وتركيا لجميع البضائع التي تورد الى الكويت حيث ستكون جميع بياناتها معلومة لدى الجمارك مسبقا حيث ستكون عملية إدخال البضائع وخروجها أكثر مرونة وبانسيابية عكس ما هو حاصل حاليا وهذا هو هدفنا للمرحلة المقبلة حتى تصبح الكويت مركزا ماليا واقتصاديا على ارض الواقع.
وشدد المضف على انه يجب أن تكون جميع منافذنا وعلى رأسها منفذنا مع العراق مطابقة للمواصفات العالمية والجاذبة قبل حلول عام 2015 وإلا فسنكون خارج السوق وسنخسر إيرادات كبيرة للجمارك والتي تعتبر العائد الثاني للدولة بعد النفط.
وتابع المضف قائلا: هناك خطة موضوعة وهناك بعض العراقيل اجتزنا بعضها وسنجتاز الأخرى بالعمل، مشيرا الى ان الجمارك بحاجة الى «نفضة إدارية» وأن يكون التقييم للموظف الذي يعمل والذي لا يستطيع ان يتحمل مسؤولياته عليه البقاء في بيته، لافتا الى ان الجمارك بالوضع الحالي أولا غير جاذبة للموظفين، وثانيا «لم تنفذ الرغبة السامية لصاحب السمو الأمير في أن تكون الكويت مركزا ماليا واقتصاديا»، مشيرا الى ان هناك جهتين تستطيعان تحقيق ذلك وهما المؤسسة العامة للموانئ والإدارة العامة للجمارك وللأمانة الموانئ مدت يد التعاون والعمل معا.
وأكد أنه متى ما كانت هاتان الجهتان تعملان حسب الأصول العالمية وتوطيد العلاقة بين القطاعين العام والخاص فنستطيع أن تكون الكويت مركزا ماليا واقتصاديا بسهولة بل سيكون طموحنا منافسة دول العالم اجمع وليس دول الخليج فقط، وزاد المضف: ما نحتاجه ان يلمس التاجر ويتأكد من أن الجمارك تدافع عن حقوقه ودخول بضاعته وخروجها بكل سهولة، وخير مثال على ذلك دبي وتعاملها بكل شفافية وانسيابية مع البضائع.
وختم المضف قائلا: يجب العمل من الآن على تطوير المنافذ من خلال تشكيل فرق وكل فريق لديه مهمة محددة الملامح والوقت والمحاسبة ومتى ما وضعنا الشخص المناسب في المكان المناسب فسنحقق نتائج ايجابية ومثمرة، وثمن المضف الدور الكبير لرجال منفذي النويصيب والسالمي وعلى رأسهم المراقب فرحان العجمي في انجاح عملية الربط الآلي.
اجتماعات تنسيقية
من جانبه قال مراقب منفذي السالمي والنويصيب فرحان عبدالله العجمي إن عملية الربط جاءت بناء على توصية اللجنة الجمركية الكويتية ـ السعودية بعد عدة اجتماعات عقدت بهذا الشأن، حيث قام الجانبان بتهيئة النظم الإلكترونية الخاصة به لتتوافق مع الأخرى لإتمام عملية الربط وأوضح العجمي أن عملية الربط هي عملية ربط أجهزة الحواسيب الإلكترونية الخاصة بإدارات الجمارك في الكويت والمملكة العربية السعودية وإتمام إجراءات إنهاء حركة خروج أو دخول المركبات من خلال أي من منفذ جمركي ليكون باستطاعة المنفذ الجمركي المقابل الحصول على تلك المعلومات مسبقا والاطلاع عليها ومطابقتها مع المستندات الأصلية التي بحوزة المسافر بكل يسر وسهولة مما يخفف العبء على الموظف ويسهل حركة إنهاء إجراءات المسافرين مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من عملية الربط بين منفذي السالمي والرقعي.
وأعرب العجمي عن أمله في الانتهاء من عملية ربط البيانات الجمركية للإرساليات «الصادرة والواردة والعابرة» (ترانزيت) في المرحلة القادمة ولفت العجمي إلى أن منفذ النويصيب الرابط والخادم الوحيد لحركة المسافرين والبضائع بين الكويت ودول مجلس التعاون وأيضا العكس صحيح، مؤكدا أن مساحة المنفذ وبنيته التحتية المتواضعة جدا لم تعد تتحمل الأعداد الهائلة من المسافرين هذا الكم الهائل من المركبات والشاحنات، حيث من المتوقع أن تصل إحصائية المركبات والشاحنات العابرة من المنفذ إلى 3 ملايين مركبة وشاحنة خلال السنوات القليلة المقبلة وهو الأمر الذي يدعونا إلى المطالبة والإسراع في بناء مركز جمركي حديث حيوي ومتكامل يليق بسمعة الكويت وختم العجمي بالشكر للقائمين على عملية الربط من الجانبين الكويتي والسعودي ومسؤولي فريقي الميكنة والمشروع الذين خططوا وعملوا على هذه العملية التي نجني ثمارها اليوم ومشيدا بتعاون الجمركيين من الجانب السعودي.
سرعة الحركة
من جهته أشاد رئيس تفتيش جمرك النويصيب بلال الخميس بتعاون الأشقاء في الجمارك السعودية في هذا العمل الحيوي والهام مضيفا أن نتائج عملية الربط الآلي سيجني ثمارها موظفو منفذي النويصيب والخفجي في توزيع الأدوار ما بين الموظفين الجمركيين في عملية إدخال البيانات وأيضا تسهيل عملية حركة المسافرين وأشار الخميس إلى أن الوقت المستغرق للمركبة الواحدة لن يتجاوز النصف دقيقة في أي من المنفذين وأكد أن جميع الموظفين يعملون لخدمة المسافرين متمنيا من المسافرين التعاون مع رجال الجمارك لما فيه المصلحة العامة.
من جهة أخرى، قال رئيس فريق الميكنة والعمل الجمركي بدر دشتي إن النتائج الملموسة للربط الآلي تمثلت في منظومة آلية متكاملة للتسجيل الآلي للمركبات بالمنافذ الحدودية تعمل من خلال شبكة اتصالات رئيسية واحتياطية ومركز معلومات وقاعدة بيانات مركزية وجميعها تضمن وتحقق نتائج إيجابية، حيث بلغت إحصائية حركة عبور المركبات دخول وخروج بين 15 و20 ألف معاملة تم إنجازها يوميا وبشكل إلكتروني خلال فترة عيد الأضحى المبارك.
من جهته قال رئيس وحدة النظام الجمركي الآلي طلال العيدان إن خدمة الربط الآلي مع المملكة العربية السعودية تهدف إلى الاستفادة الكاملة من المعلومات التي يتم إدخالها للسيارات المغادرة أو القادمة من أي الجمركين من خلال تبادلها إلكترونيا والتي ساهمت في سرعة إنهاء الإجراءات اللازمة لعبور المركبات وساهمت بشكل إيجابي في تقليص وقت الانتظار.
تقنيات حديثة
من جانبه، أكد المدير العام في شركة «جلوبال كليرنج هاوس سيستمز» عبدالله المسباح أهمية تطور العمل وإدخال أحدث التقنيات الحديثة في العمل الجمركي، مشيرا إلى أن تحرك الإدارة العامة للجمارك في تكليف القطاع الخاص بتطوير المنافذ الحدودية وتقديم خدمات الدعم والمساندة وفقا لنظام الـ «B.O.T» وأوضح المسباح أن فكرة إسناد تطوير العمل الجمركي والمناطق الجمركية للقطاع الخاص بنظام الـ «B.O.T» يدل على الوعي وبعد النظر لدى المسؤولين في الإدارة العامة للجمارك، حيث إن كثيرا من الدول المتقدمة أخذت من هذا النظام نهجا لها لتشغيل وتطوير العديد من المشاريع الرئيسية فيها، لأن مثل هذه المشاريع تثقل كاهل الموازنات العامة للدولة، خلاف ما تمثله البيروقراطية والتعقيدات في الإجراءات الحكومية من عائق لتنفيذ الكثير من المشاريع المهمة.
وقال إن الإدارة العامة للجمارك طرحت هذا المشروع ضمن مزايدة على القطاع الخاص بنظام الـ«B.O.T» في استمارة تأهيل متضمنة أهداف المشروع وأغراضه، والذي فازت به شركة جلوبل كليرنج هاوس سيستمز حيث يستمر العقد معها لمدة 25 سنة.
وأكد المسباح أن الكثير من الخطوات المقبلة سيتم الإعلان للمشاريع المقبلة التي تطور من العمل وان نجعل الجمارك بلا أوراق.
توفير الوقت والجهد
من ناحيته أكد د.ثلايا الفوزان متخصص في علوم الكمبيوتر وأستاذ في جامعة الكويت أهمية إدخال النظم الإلكترونية والتقنيات الحديثة في العمل الجمركي مشيرا إلى ضرورتها في تسهيل الإجراءات ونقل المعلومات ما يوفر عامل الوقت ويطور من أداء العمل وذلك في إطار عال من السرية والأمان.
وأثنى الفوزان على إنجاز عملية الربط بجهود فريق العمل، حيث كانت الجهود متضافرة فما تم إنجازه لم تستطع جهات حكومية اخرى أن تنجزه.