قلم الإرادة

حوار مع “راشد العنزي” من زنزانته ..!

   قبل البداية أعتذر عن الانقطاع لفترة طويلة عن كتابة المقالات بسبب بعض الظروف الاستثنائية التي أمر بها، انقطاعي بكل تأكيد كان عنكم لا عن قلمي، وأحياناً القلم يحتاج أن ينزف دون أن يسمع أنينه أحد، وعلى العموم في كل شيء خير والخير أن أعود ولكني أعود اليوم بلا سند حقيقي جوهري مع احترامي للجميع من الأصدقاء والأحباب، ففي هذه الفترة فقدت اثنان يتفطر لهما القلب أحدهم “راشد العنزي” الذي فاجأني باختفائه بعد اللقاء الأخير لفترة ليست بالبسيطة وكأن قلبه يقول: “تعوّد على ما هو آتٍ” وبالفعل ولكني لم أتعود حتى الآن ..!

 

عزيزي القارئ إذا كنت تصدق كل شيء فلا تكمل القراءة، فكل ما يكتب من هذا “الحرف” يعد حماقة قلم أو فلسفة عقل لا أكثر، عقل هائم فقد من هام به ومن كان يغذيه في بعض الأفكار في مصلحة الوطن، يبدو بأني أفقد وطنين من أركان الأوطان الثلاث، ولم يتبقى إلا واحد وهو ينزف وكأني أرى موته وأنا مكبل. يا لهذا الموت ويا لهذا الانكسار، ويا لهذا الماضي، وتحاياي إلى كل شخص “قاضي” لا يملك من العقل ذرة فلسفة. عموماً “مش حطيل” …

 

ـ راشد: كيف هو الحراك بعدي؟ وكيف هي النوايا التي أطاحت بنا بهذه الزوايا؟

 

ـ محمد: أما الحراك يا أخي فهو غالباً ما يبدو أنه عرض أزياء، وكأن المتحرك الحروك منهم يسخن عليه باسم الشهرة لأحد أمرين إما برلمان لاحق أو “صبايا شقق”، هذا وقولي بلا تزوير أو تكبير أو حتى تصغير، وأما النوايا فهي مشكك بها دائماً والشك أساس اليقين وهم على ذلك يفسرون ثم يقبضون.

 

ـ راشد: ماذا فعل الرموز في غيابي دفاعاً؟ هل قالوا كلمة الحق؟

 

ـ محمد: الرموز لم يعرفوك إلا عندما ابتدأت الغزوات نحوهم، هددوا وتوعدوا وحشدوا “الشبيحة” للتصفيق والتهليل والتعليل متناسينك أنت وإخوتك مستذكرين بطولاتهم “الخرطي”، وما زال بعضهم يا صديقي يعبدونهم سياسياً تاركين عقولهم في متاجرهم للبيع أو التأجير.

 

ـ راشد: كل هذا معقول؟ وما الحل برأيك؟

 

ـ محمد: مسرحية يا صديقي مسرحية، كلنا نمثل، كلنا أحرار، كل من ضدنا عبيد، كلنا وطن وجلنا يسرق الوطن سواءً مباشرةً أو بطريقة غير مباشرة، لصوص باسم القانون، عنصريون باسم الوحدة الوطنية، جواسيس باسم الحرية ..!

 

ـ راشد: أوووووووه … اتركنا من هذا، أما عن نفسي فتطمن أنا بخير، أتدري يا محمد؟ لا يهمني شيء سوى اثنان، أنا مثلك، أما الأول فقد رحل ولن يعود وماتت مشاعري حين رحيله ودفنت، كل هذا ماضي، أما الثاني فهو ما زال وسيبقى أعدك وإن كنت في زنزانتي، فالوطن يا صديقي حياة في القلب مهما سجنني في أرضه، أتعي يا محمد ما هو الحب؟

 

ـ محمد بحسرة: الحب؟ كلمة رخيصة يا أخي وصديقي وعضيدي ـ عندهم، الحب حياة وما عدا ذلك ممات، الحب يا راشد نادراً ما تجده في هذا التراجع، الحب أن تبكي وطناً لوحدك بلا رياء أو سمعة، وأن تبكي وطناً آخراً يأخذه منك القدر.. القدر يا راشد كلمة قاتلة في قواميسي، أتعي يا راشد بأني لا أعي بعد كل هذه الخسائر، أتعي بأن الحب هو الذي يهز ما تبقى مني من حياة؟ أتعي بأني أعيش على بصيص أملين، أحدهما ذاتي بعودة وطن الأرواح، والآخر بتلاشي الفساد من وطن الأرض.

 

ـ راشد: في هذه الزنزانة تعلمت الكثير، تعلمت أن أضحي بصمت حتى لا أكون ضحية الحديث، يا محمد خذها نصيحة: العمل المخلص لا يكون إلا بصمت، أوصيك يا محمد قبيل نهاية وقت الزيارة، أوصيك بالاصطبار والبكاء، فالاصطبار من الإيمان، والبكاء طهارة للروح، تأكد بأني مؤمن بأن كل شيء سيعود لمساره الصحيح وإنما كل ما يحدث اختبارات، فما أجمل الأشياء التي تأتي بصعوبة لتشعر بلذة أحقيتها وحقيقتها.

 

ـ محمد: أشكر كل هذه الوصايا من هذه الزوايا يا راشد، وتأكد بأن الروح الممتلئة بالحب لا تحقد أبداً ولا تخون أبداً وتبكي أبداً للتطهر.

 

ـ العسكري مقاطعهم: انتهت وقت الزيارة…

 

ـ محمد: أراك يا راشد، وتأكد بأني لن أنساك، وكيف أنسى أركان أوطاني الثلاث؟ وطن الروح ووطن الأرض ووطن الصداقة؟

 

**

 

كل هذا هراء لا أكثر وشكراً !!!

 

محمد العراده

 

Twitter: @malaradah

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى