قلم الإرادة

قطط مكيفة !!

   الإنسان مخلوق متكيف بطبيعته يتكيف مع الظروف المناخية فيلوي عنق الحاجة بما أفاض الله عليه من نعمة الاختراع ويتكيف مع تغير العادات الغذائية فيعتمد على الغذاء المتوفر في بيئته الجديدة.

 

الإنسان “عمدة” في التكيف لهذا ساد الأرض وربما ساد أيضاً على القمر والمريخ إن استطاع علماء ناسا إيجاد طريقة للعيش هناك وهم يعملون جزاهم الله خير جاهدين على هذا ولا يدخرون وسعاً أو مكوك فضاء وربما نكون في المرحلة التي تسبق بيع “بلوكات” المريخ وقسائم القمر لمن يرغب في بورصة العقار الفضائية !!

 

بعد توارد الأخبار عن مطاعم تبيع لحوم القطط للمستهلكين وقبلها ما توارد من أخبار اللحوم الفاسدة التي قدر لنا ألا تكون في أي حال من الأحوال “فريش” إلا على سطور العاجل من الأخبار اندهشت من ندرة حالات التسمم بين المستهلكين !! وبعد الاندهاش جائني يقين جازم بأن الإنسان الكويتي قد دخل باب التكيف ومن أوسع أبوابه, وإن معدته “المتكيفة” اليوم لا تأكل الزلط فقط بل “تنقنق” بالصبة الإيرانية !! كميات اللحوم الفاسدة مهولة وبالأطنان ونوعية لحوم صادمة لنظامنا الغذائي .. قطط وحمير وجيف ومتردية ونطيحة وكل ما ضمته دفتي  كتاب الأكل المحرم في أبواب الفقة قد تعامل معها جهازنا الهضمي بصمت من الفم ولعابه إلى المعدة وحامضها إلى الأمعاء الغليظة و(……)!! وبدون أدنى شكوى تسمم إلى حماية المستهلك أو المخافر !!

 

بعد التفكير كيفت نظرتي الخاصة بالإنسان الكويتي المتكيف فتوصلت إلى نتيجتين لا ثالث لهما أولهما تقول أنه بما أننا  نعيش عصر العولمة الغذائية كوننا شعب “سندبادي” نحب الأسفار والتجوال عبر أقطار المعمورة فربما أكلنا بدون أن ندري لحم القطط هنا أو هناك في إحدى أسفارنا إلى دول العالم كدول شرق آسيا مثلاً التي تتعامل مع القطط كما نتعامل نحن مع “خروف النعيمي”, فطبق القطط  له “رغابة” هناك ويعتبر تقليداً شعبياً سطرته أمثال الكوريون المأثورة التي تقول: من أكل لحم القطط لا يعرف التكبر إليه طريقاً  !! وطبعاً الكوريون تجاوزوا مرحلة ضرب الأمثال عن القطط إلى مرحلة ضربها بذاتها (أي القطط) في الخلاط لكي يصنعوا من الخليط طبق “حساء القطط” المفضل لديهم !! والصينيون كذلك يعتبرون لحم القطط طبقاً رئيسياً خصوصاً في تركيبة طبقهم التقليدي الديني الذي يسمونه (التنين – النمر – العنقاء) فيلتهمون القطط عوضاً عن النمر والثعبان بدلاً عن التنين والدجاج مكان العنقاء !! وأيضاً والقطط بالقطط تذكر هناك مناطق في البيرو والبرازيل والأرجنتين تعتبر أكل القطط جالباً للحظ السعيد !! وقد تصدمون إن قلت لكم أن السويسريون بجلالة ساعاتهم هم أيضاً من هواة أكل القطط وخصوصاً في الريف السويسري حيث يقدمون طبقاً لحساء القطط مزين بأوراق الزعتر !!

 

ربما تكيفنا من دون أن ندري ورب “تكيف غذائى نافع” حمانا من تسمم لاذع !! ولكني أميل إلى النتيجة الثانية التي تقول أن حال التكيف معكوس فبدلاً من أن نتكيف نحن غذائياً “كَيف” تجارنا مزاجهم علينا فأبدعوا في لخبطة جهازنا الهضمي من خلال تنوع فساد لحومهم ليجعلوه يقع في موقعة حيص بيص تقول في معمعتها المعدة انجوا يا أيها الكبد فقد هلك القولون !!

 

نحن شعب نأكل في صمت ونتكيف في صمت ونصرخ في صمت وسنظل كذلك على نظام “السالينت” ما دام تجار السموم الغذائية في كل مرة ينجحون في أطعامنا ما يريدون وكيفما يريدون وهم يخرجون لنا ألسنتهم من وراء القانون ويقولون: بكيفي !!

 

فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bin_hegri

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى