مجلس الأمة

الغانم: الكويتيون انتصروا على الإرهاب بفضل وحدتهم وتماسكهم والتفافهم حول قيادتهم

أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم أن الكويتيين انتصروا على الإرهاب الجبان وعلى كل المحاولات التي تستهدف استقرار الكويت بفضل وحدتهم وتماسكهم والتفافهم حول قيادتهم السياسية.

جاء ذلك في كلمة الرئيس الغانم خلال جلسة افتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي ال14 لمجلس الأمة الذي تفضل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بافتتاحه صباح اليوم.

ودعا الغانم المواطنين إلى تحمل المسؤولية الوطنية وعدم الالتفات إلى من يريد استثمار الأوضاع الأمنية لإشاعة الفتنة والمتاجرة بالأزمات مستذكرا انتصار الكويتيين في كل المحطات التاريخية التي واجهوا فيها أصعب التحديات.

وتطرق الغانم في كلمته إلى حادث الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق في شهر رمضان الماضي وإلى ملف قضية الخلية الإرهابية مثمنا عاليا تعامل سمو أمير البلاد مع الهجوم الإرهابي من خلال وجوده الفوري والعفوي في مكان التفجير رغم المخاطر واحتضان سموه السريع لكافة أبناء الكويت.

ووصف موقف سموه “بأنه مشهد سيبقى خالدا في تاريخ الكويت وشاهدا صادقا على وعي شعبها وأبوة قائدها”.

وقال إن تعامل الكويتيين مع ملفي الهجوم على مسجد الإمام (الصادق) والخلية الإرهابية كان تعاملا واعيا وناضجا مؤكدا أن الحرب ضد الإرهاب ستنتهي بانتصار الكويتيين.

وتطرق في كلمته الى إنجازات مجلس الامة خلال الفترة الماضية قائلا إن المجلس ” لم يؤمن يوما باستحالة الحل..فحيث يوجد عمل ثمة امل بالحل ولقد التزم المجلس الطريق الذي اختاره”.

وأشار إلى إقرار المجلس 49 قانونا عاما “وهو الرقم الأعلى في تاريخ أدوار الانعقاد المتعاقبة “مذكرا بإنجازات المجلس على صعيد القضية الإسكانية. كما تطرق إلى الدور الرقابي لمجلس الأمة مشيرا إلى الجلسات التي جمعت الحكومة وديوان المحاسبة وخصصت لعرض ملاحظات الديوان وردود الوزراء كافة عليها.

وأكد أن تلك الإنجازات التي تحققت ما كانت لتتحقق لولا رعاية ودعم سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد الأمين وجهود أعضاء مجلس الأمة وتعاون الحكومة وعلى رأسها سمو رئيس مجلس الوزراء.

واستدرك قائلا: “إن تلك الإنجازات لا تنفي بقاء ملفات العديد من المشاريع والمجالات عالقة تنتظر القرار بسبب التفاوت الواضح في سرعة الإنجاز”.

وأكد في هذا الجانب أن “المدة التي استحقها الأخوة الوزراء ليست تفويضا مفتوحا بلا حدود أو فرصة مشرعة بلا قيود ” مشيرا الى ان جهود السلطة التنفيذية لن تؤتي ثمارها كاملة مالم تقترن بكفاءة التنفيذ.

وتناول الغانم في كلمته التحديات الخارجية والداخلية التي تواجهها البلاد مطالبا السلطتين التشريعية والتنفيذية باستلهام توجيهات سمو الأمير إزاء تلك التحديات .

وتطرق إلى مفهوم التغيير المدروس وأهميته مؤكدا أن التغيير المنشود ” ليس التغيير الاهوج العاصف بل التغيير الهاديء متدرج الخطوات واضح الأهداف والبدائل والاليات في اطار الدستور والنظام والشرعية “.

وأكد أهمية تعزيز مفهوم سيادة القانون مشددا على ن هذا المفهوم لا يتعارض مع مفاهيم التضامن الاجتماعي بل تؤكدها ولا تتناقض مع الحريات العامة والخاصة بل تحصنها.

وأشار الغانم إلى تحدي الأزمة الاقتصادية وانخفاض أسعار النفط مؤكدا أهمية تعزيز مفهوم دولة الإنتاج وتبني السياسات الإصلاحية فورا وخفض الهدر العام وتطوير الإدارة ودعم الشباب في سعيهم الى العمل الحر.

وفي ما يلي النص الكامل لكلمة رئيس مجلس الامة: “بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين… حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظكم الله ورعاكم… سمو ولي العهد رعاكم الله…

سمو رئيس مجلس الوزراء وفقكم الله.. الزملاء الأفاضل…

الضيوف الكرام… السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

يقول المولى عز وجل: ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)) صدق الله العظيم إن من قواعد البلاغة.. أن يستقيم المبنى حيث يستريح المعنى…

ويبدو أن قدرنا يا صاحب السمو أن يكون ترحيبنا بكم في بيت الشعب مختلفا كل عام..

وهو أمر مرتبط بقدركم السامي ارتقاء من مقام عال إلى مقام أعلى…

ما يستدعينا للانتقال من مقال إلى مقال…

لقد استقبلناكم العام الماضي بما يليق بمقام القائد الإنساني ، وقبلها استقبلناكم كقائد سياسي حكيم عبر البلاد من أتون الأزمات السياسية المفتعلة… واليوم يا صاحب السمو..

نستقبلكم في بيت الأمة، ليس كأمير للدولة ورأس للسلطات وحام للدستور وقائد إنساني فقط، بل نستقبلكم إضافة إلى كل ما سبق من المقامات التي تستحقونها..

أبا مجردا، ورب أسرة بالمعنى الذي يتربع عرش قلوبنا… باسم نواب الأمة أقول..

إن ما قمتم به يا صاحب السمو عند مسجد الإمام الصادق عليه السلام بتواجدكم الفوري والعفوي في مكان التفجير رغم المخاطر واحتضانكم السريع لكل أبناء الكويت.. كانت لحظة شموخ سمت فوق كل الآلام والمخاطر…

لحظة جمعت بين الإقدام في ساحة الوغى.. والعزم في موقع الفزع..

وجلد الأبوة أمام امتحان الدم..

إن وقفتكم الرائعة الشجاعة بين جفون الردى.. في تلك الجمعة الرمضانية الباكية..

تحتضن شهداء الكويت ضحايا الغدر والتطرف والإرهاب..

ستبقى مشهدا خالدا في تاريخ الكويت..

وشاهدا صادقا على وعي شعبها وأبوة قائدها وستبقى أنتك الخافتة الصابرة الحزينة: ” هذوله عيالي” تناسم أسماعنا..

فتهتز لها راياتنا زهوا و ولاء..

ويلتهب بها حماسنا عجبا وثناء..

وينكسر أمامها حقد المجرمين خزيا وحسرة وانكفاء…

فأهلا بك أميرا وقائدا..

وأهلا بك ربانا ورائدا.. وأهلا بك في عرينك، وبين عيالك، إنسانا وأبا عطوفا..حانيا..

حضرة صاحب السمو.. حضورنا الكريم..

في ظهر يوم جمعة من شهر الهدى والفرقان..

وفي أثناء صلاتهم في مسجد الإمام الصادق عليه السلام..

سقط الركع السجود مضرجين بدمائهم الطاهرة، شهداء جريمة آثمة، استهدفت أمان الكويت وسماحة أهلها و وحدة صفها…

فإذا الكويت، بفضل الله ونعمته، وبجرأة الأمير وحكمته، وبوعي الشعب ووحدته..

ترد خنجر السم إلى صدر صاحبه..

معتصمة بالإله الواحد..

وبرسالته الخالده..

ورسوله المصطفى.. صلى الله عليه وسلم وهكذا..

وبدلا من نصب سرادق التخوين، وحشد ساحات التهويل والتهديد..

وقفنا جميعا بعيون دامعة وقلوب خاشعة..

نزف الشهداء..

ونتقبل العزاء..

ونقيم صلاة الجمعة التالية في مسجد الفداء. وما كدنا نلملم دمعنا على شهداء الصادق، حتى فوجئنا بقضية خلية الأسلحة التي تمثل وجها آخر من أوجه الإرهاب، ما يستوجب الالتفاف حول القيادة السياسية والتعاون من أجل حماية وصون أمن الكويت…

لقد كانت الوحدة الوطنية سببا في انتصار شعبنا العظيم خلال كل المحطات الحاسمة عبر تاريخنا القديم والمعاصر..

وستكون سلاحنا الفتاك ضد الإرهاب الجبان.. تجسيدا لقناعة كل فئات الشعب..

أن لا دولة ..

ولا تنظيم..

ولا حزب..

ولا فكر يعلو فوق مصلحة الوطن الغالي..

حيث تنطلق المواقف هنا من قاعدتين لا يماري فيهما عاقل..

تطبيق العقوبة على من تثبت إدانته…

وأن لا تؤخذ الجماعة بجريرة الفرد…

وإنني من مجلس الأمة..

وفي حضرة صاحب السمو الأمير وحضور ولي عهده الأمين..

أدعو إلى أن يتحمل كل مواطن مسؤوليته الوطنية في الترفع عن الأصوات النشاز.. وعدم الانجراف وراء تجار الشغب حمالي الحطب الذين يريدونها فتنة لا تبقي ولا تذر.. ذلك أن تصنيف الإرهاب حسب الهوية أو الطائفة..

خطيئة بالغة الضرر..

وأخذ الجماعة بجريرة الفرد.. إنحراف مدمر… وإذا كانت فصول جريمة المسجد الصادق قد انتهت بأحكام القصاص العادل والحازم على من ثبت عليه الجرم…

فإننا على ثقة كاملة بأن عدالة القضاء تجاه من تثبت إدانته في خلية السلاح..

ستكون بذات الحزم والعدل.

ولا يفوتنا هنا تسجيل كل التقدير والعرفان لرجال الداخلية والدفاع والحرس الوطني..

ومعهم رجال القضاء الذين يقفون سدا منيعا أمام محترفي الفتن..

وعرابي الإرهاب الشنيع….. ففي حركية تاريخنا…

الإرهاب جرثومة مستنسخة ..

ومعركتنا ضده ليست مستحدثة..

هي جولة أخرى في حرب لم تنل من هويتنا ووحدتنا في زمن ليس ببعيد وعن دروسه لا يجب أن نغفل أو نحيد..

حرب لم تزدنا إلا تماسكا وتعاضدا وصمودا..

حرب لم نخترها..

لكننا اخترنا التصدي لباطلها بسيف الحق…

دفعنا الثمن غاليا..

ومستعدون للمزيد..

في هذه الحرب..

الرهان..

هو وجودنا..

والمستهدف هويتنا..

سننتصر لأننا نقف على الجانب الصحيح من التاريخ..

سننتصر لأن الكويت هي قضيتنا..

لأن الكويت قدرنا..

متوهم من يعتقد أن العدوان علينا يرهبنا أو يثنينا…

وكما الشهيد فينا يحيينا، فالطعنات من بين ظهورنا تقوينا..

والعثرات أمامنا تبنينا.. ومهما اكتوينا بنار الإرهاب..

فإن الكويت تداوينا وتحتوينا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى