قلم الإرادة

الآلام المُربحة

من يُعاني من الحزن والاكتئاب ومن ويلات فقره ما عليه سوى أن يبكي أمام عدسات الكاميرا وستحل مشكلته عما قريب! أنا لا أمزح ولا أستهزء ولكن بعض القنوات دأبت على عمل البرامج التلفزيونية التي تتناول معانات بعض الفقراء، تصور دموعهم وأحزانهم مباشرة على مرأى أعيننا، وتأجج مشاعر الحزن في نفوسنا نحن المشاهدين، هذه الطريقة التي تتبعها بعض القنوات بالمتاجرة بمعاناة المحتاجين تحت ستار المساعدة والاهتمام بهم وتسليط الضوء على معاناتهم هي في حقيقة الأمر تجارة لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين وإقبال المعلنيين والتفوق على المتنافسين.

 

ليس هناك ضرر من مساعدة  الفقراء بل ويسعدني تسليط الضوء على معاناتهم، لكن كما نعلم فإن موضوع الفقر خطير وكبير ومتشعب وأسبابه عديدة من سيطرة الرأسمالية وغياب الطبقة الوسطى واتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء ناهيك عن الحروب، لكن إيجاد الحلول الجذرية لهذه المشكلة لا يكون عبر برنامج تلفزيوني! كما أن هذه النوعية من البرامج أجد بأنها تمس بكرامة الفقراء وإذ ما اعتاد المشاهد على هذه البرامج ودموع الفقراء تموت المشاعر شيئاً فشيئاً ويعتاد على الأمر، كما حدث مع أخبار الموت وأعداد القتلى فقد ألف المشاهد على مثل هذه الأخبار وعلى الموت!

 

إضافة لاعتيادنا على الموت سنعتاد على الفقر وعلى تفشييه ولن نأخذ بعين الاعتبار السعي لإيجاد الحلول التي تحد منه.

 

**

 

حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @hanan____i

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى