قلم الإرادة

حتى متى !!

   “بُعيد” الفاصل الانتخابي صارت حبة ديمقراطيتنا الهزيلة قبة لقاعة عبد الله السالم المجيدة !! وصارت حقيقة معلومة حاضرها يبلغ غائبها أن نسبة 75% قد تُدخلنا كلية الحقوق ولكنها فى المقابل لن تدخلنا إلا في متاهات البحث عن حقوقنا الدستورية !! حقوق دستورية حتى الآن نعرف تماماً نصوصها ولكننا لا نعرف لصوصها !!..الجَزر الحكومي أم المد المعارض أم دردور المجتمع !!

 

أغلب الشعب قاطع رحم ديمقراطيته مصراً على حقه لا مبطلاً له ومن يحرم المقاطعة عليه أن يعرف أن القواعد الديمقراطية لا تحل دستورياً إلا بإيجاب نعم وقبول بلا  !! وشعبنا جاور حمى الديمقراطية وعاشرها لأكثر من أربعين عاماً فصار منها وإليها, يشهق أكسجين الحرية ويزفر ثاني أكسيد كربون العبودية ولا يمكن بحال من الأحوال بأن لا يبر بأمهات نصوص دستوره ويرفض أن يخفض لموادها جناح السمع من الطاعة ….لا أبداً ومش ممكن و “متلقاً” كما كانت تقول نعيمة الصغير في أفلامها.

 

كل الحكاية أن أوضاعنا الديموقراطية مش ولا بد وأن لم يكن من “المش” بدُ فمن العار أن تموت وفي قلبك شيء من حتى متى !! وبالمناسبة حتى متى تدور على بُغيتنا حدوتة الدوائر والأصوات القشرة التى “حت” منها شعورنا الوطني فصرنا صلعاً نتفاخر بمشط المساواة والعدالة والحرية بينما نستر صلعنا “بشموخ” زائف  وضع فوقه “عقل” أكل عليه الهذر وشرب !!

 

وحتى متى لا نجيد الرطن باللاتينية فنترجم سطور ديمقراطيتنا بحسب الأصول العالمية إلى حكم الشعب وحتى متى نصر أن نرطن بتلك اللهجات “اللا تينية واللا زيتونية” التي تفسر لنا ماء التطور بعد الجهد بالماء والكهرباء والشوارع والبنى التحتية وكل جماد وننسى أن الجماد خلق ليخدم الإنسان لا ليخدمه هو فالإنسان وحريته وكرامته هدية من الله ولا يرد الهدية نبي حتى لو ضيعه قومه  !! وحتى متى لا نتسامى عن هنات الماضي وبعارينه التي كسرت ظهرها شعرة مقطوعة بيد فساد فكري ومالي وإداري وحتى متى لا نعيش مضارع الإرادة الذي سيرفعنا نحو ضمة المستقبل الواعد الحنون ! هذا المستقبل الوسيم  الذي صرت أخشى ألا  يتمتع أولادي بأمطار وسمه بعد سوء ترشيدنا عند حلب ضروع النفط وضياع رشدنا أمام تضرع نقط الوطن فوق حروفنا الجارة والمجرورة بحبال قواعد وصرف الانحراف الحاصل !!

 

فيا عجباً لقدر ديموقراطي ملاسه لا يريد أن يطلعنا على ما في القدر البائس من ممارسات ديموقراطية عوجاء؛ بل يريد أن يدخلنا فيه لنطبخ على ناره الهائمة !!

 

الشعب  يريد إسقاط الدموع من عين حقيقة علقت ورقة على أجفانها بمسمار ذكرى دستور وكتب فيها أن نسبة 75 % قد تجعلك محامياً وقد تحولك في المقابل إلى حرامي متهم بسرقة أحلامه !!

 

فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bin_hegri

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى