إقليمي وعالمي

موسكو تسحب البساط من واشنطن بالعراق

يبدو الاتفاق العراقي الروسي على إنشاء مركز استخباراتي في بغداد، لتبادل المعلومات بين العراق وروسيا وإيران وسوريا بشأن تنظيم الدولة، خطوة تشير إلى تحد حقيقي يواجه النفوذ الأميركي في هذا البلد.

فقد أعلنت روسيا عن اتفاق أمني مع العراق بإنشاء مركز لتبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق العسكري لمواجهة مسلحي داعش في كل من العراق وسوريا. وسيضم المركز ممثلين عن هيئات الأركان في جيوش الدول الأربع.

وبينما تواجه الولايات المتحدة تحديا كبيرا في استراتيجيتها داخل سوريا “الحليفة الرئيسية لروسيا”، بسبب التدخل العسكري الروسي هناك، فإن التعاون الروسي العراقي الجديد يمثل مفاجأة غير سارة للأميركيين.

فواشنطن التي خاضت حربا دامية لتغيير النظام العراقي في 2003، ودعمت العملية السياسية في هذا البلد، لديها حاليا أكثر من 3500 مستشار عسكري يعملون على مساعدة القوات العراقية في حربها ضد تنظيم الدولة، بعد فشل الجيش أمام داعش في شمالي وغربي البلاد.

وبينما يقدم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي نفسه كحليف رئيسي للولايات المتحدة في محاربة تنظيم الدولة داخل بلاده، فإنه سمح في الوقت ذاته بعبور الطائرات الروسية في أجواء العراق من أجل نقل السلاح إلى قوات الرئيس بشار الأسد في سوريا.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد اشترى العراق مروحيات قتالية من روسيا العام الماضي من أجل دعم القوات الجوية في حربها ضد داعش، في وقت تأخرت فيه الولايات المتحدة بتسليم شحنة أسلحة إلى بغداد.

وبحسب تقارير صحفية غربية، فإن بغداد تتفاوض حاليا مع موسكو من أجل شراء مزيد من الأسلحة الحديثة.

وتعطي هذه التطورات انطباعا واضحا بأن روسيا دخلت بكل ثقلها في منطقة نفوذ أميركية، مستفيدة من الإخفاقات التي منيت بها واشنطن في تدريب الجيش العراقي، وهو ما ظهرت نتيجته في انسحابه من الموصل والرمادي أمام تنظيم الدولة.

وأعطى الاتفاق الأمني الجديد بين بغداد وموسكو، جرس إنذار لواشنطن بأن معلوماتها الاستخباراتية التي تجمعها وتتشاركها مع الحكومة العراقية في حربهما ضد داعش، قد تقع في أيدي الروس.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، فقد دعا مسؤولون عسكريون أميركيون وزارة الدفاع إلى أخذ الحيطة والتأكد من أن المعلومات الاستخباراتية التي يتم مشاركتها مع العراقيين لن تقع في أيدي الروس أو الإيرانيين الحليفين الرئيسيين لنظام بشار الأسد، الذي عملت واشنطن في الفترة الماضية على إقصائه من الحكم دون جدوى.

وربما يعتبر خبراء أن الاستجابة العراقية للروس، سواء في مشاركة المعلومات أو إتاحة المجال الجوي، يدل على اتجاه عراقي لإمساك العصا من النصف بين واشنطن وموسكو، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.

لكن من المؤكد أن التحركات الروسية التي وصل مداها إلى بلاد الرافدين وضعت الأميركيين في خانة المفاجأة.

وعبر عن ذلك أحد الدبلوماسيين في تصريح لوول ستريت جورنال على هامش لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري في الأمم المتحدة، قائلا: “إننا نحاول فهم النوايا الروسية في كل من العراق وسوريا ونحاول أن نرى كيف يمكن دفع الأمور لصالح البلدين هناك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى