هاجس القروض…
بات المواطن الكويتي يراقب عن قرب ما يقدمه له الحظ والزمان في قضية القروض فقد أرهقت كاهل المواطن وهزت ميزانيته فبدأ البعض يلجأ للسلفه والدين والبعض علي شفا حفرة من السجن والبعض مهدد بإيقافه في أي لحظة من قبل رجال الأمن والبعض الأخر يصارع الحياة وزينتها في السجون دون أن تلتفت له الحكومة أو من اللجان الخيرية أو بيت الزكاة ذلك البيت الذي تودع فيه مليارات الزكوات زكاة الشيوخ وكبار القوم ومن رجال الأعمال ولا نعرف أين هي تلك الأموال ولماذا لا يتم صرفها علي المحتاجين؟ لكن بدأت السجون هي المكان الأخير ليستقر به المديون دون أن يلتفت له الحظ! كم سنة مرت والمواطن متروك أمام إغراءات وإعلانات البنوك التي فتحت أمام المواطن الآمال والأموال دون حسيب ورقيب من سعادة البنك المركزي الذي نام علي وسادة سبائك الذهب ولم يحرك ساكناً فها هي النتيجة، هموم وغموم وتفكير وسجون وإلقاء القبض علي المواطن البسيط الذي يأمل أن تعود له الدنيا بأحسن حال.
قبل شهر أعلنت حكومتنا بأن فائض الميزانية ١٠ مليار والأخ محافظ البنك المركزي محمد الهاشل صرح بأن عدد المقترضين ٣٤١ الف مواطن وأن كلفة إسقاط فوائد القروض تبلغ نحو مليار و ٦٨٦ مليون فنحن نصفق بحرارة لسيدي محافظ البنك على هذا التصريح الجريئ والشفاف والواضح ونقول لحكومتنا إذن لو تم أسقاط ٢ مليار صافي الفائد بجيب حكومتنا الموقرة هو ٨ مليار ففي هذه الحسبى من يقرأ هذه المقالة هو الحكم.
الواضح والعلم عند الله بأن نحن الكويتيين عميان عن كل شيء إلا الحسد فالحسد أقرب إلينا من ملابسنا الداخلية، وإذا الواحد فينا ما قال كلمة (أشمعنى فلان؟) لم يكتب له بالبطاقة المدنية أنت كويتي والدليل بأن محافظ البنك المركزي صرح في أحدى الصحف يقول بأن المقترضين عددهم ٣٤١ ألف مواطن مقابل ٤١٣ ألف مواطن غير مقترض وكأن الأرقام تم عكسها، ما أتمناه أن تلتفت حكومتنا في الكويت إلى الدول المجاورة والتي أسقطت قروض مواطنيها ولم تفكر بهذا اقترض والآخر لا؛ بل على حكومتنا أن تسمع بأذنيها ما قاله أبونا ووالدنا الشيخ صباح الأحمد أطال الله بعمره عندما قال لابد من توفير رغد العيش للمواطن، فهذه الكلمات لابد أن ترسخ في أذان من يهمه الأمر لتوفير رغد العيش للمواطن الكويتي دون المزايدة علي ظهر المواطن الكويتي البسيط، ولابد أن تلتفت حكومتنا لما تعانيه البلدان من انقلابات ومسيرات ومظاهرات لا أول لها ولا آخر، على الحكومة أن توفر سبل العيش للمواطن وأن تسعى لتوفير الراحة له لا أن تضيق عليه هموم الدنيا وبلاويها.
أصلحوا الحال تنصلح الأحوال.
جابر المرد ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @almerd202