قلم الإرادة

نعم للنقد ولا للاستعراض

   في الفترة الأخيرة انتشرت المقالات والتغريدات والمنشورات التي تنتقد ما يُعرف بـ ظاهرة “الفاشنيستا”؛ ولا يخفى علينا الاختلافات حول هذه الظاهرة والذي يذهب العديد لاعتبارها ظاهرة سطحية، إلا أن موجة الانتقاد الواسعة التي تدور حول هذا الموضوع وكل من لا يجد مادة  يتحدث بها يلجأ لاستعراض آرائه حول هذا الموضوع هو ما يجعلني أتوقف قليلاً ويدفعني لكتابة وجهة نظري حوله، فعلى سبيل المثال يكتب أحدهم لينتقد الفاشنيستا ويتسأل عن السطحية التي يغوص بها جيل من الشباب، إضافة لتوجيهه اللوم للفاشنيستات لكونهم يروجون لسلع ومنتجات وماركات لتحصيل مردود مالي في حين لم يفكر أحدهم أن يروج لكتاب هادف! إن من يتكلم على هذا النحو أعتقد بأن يغفل أو أنه يتعمد ذلك فنحن نعلم بأن مثل هذه الظاهرة السطحية لم تكن لتنتشر ما لم تجد رواج في الوسط الشبابي الذي هو نتاج مجتمع يبدو أن عدد لا يستهان به من أفراده  يُعاني من السطحية! إضافة إلى أننا لا نستطيع إلقاء اللوم على الفاشنيستا ومطالبتها للترويج لكتاب هادف في حين أن الكثير من أفراد المجتمع لا يهتم أساساً لقيمة القراءة ولا يدركها، حتى أن الجهات المسؤولة لا تهتم بشكل كبير بالمكتبات العامة ولا  بغرس القيمة الثمينة للكتب في عقول النشء في المدارس!

 

   فقبل أن تحاول أن تتكلم عن سطحية ظاهرة الفاشنيستا وأن تستعرض رأيك الذي هو أيضاً لا يقل سطحية عن ما تتكلم عنه حاول أن تنتقد وتوجه التساؤلات للمنظومة الاجتماعية وعن سبب غياب الوعي الثقافي عن العديد من أفراده.

 

**

 

حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @hanan____i

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى