قلم الإرادة

أفضل أيام الدنيا

   تمر علينا الأيام والأشهر والسنون ونحن في غفلة ولهو لاعبين ويدنو منا الأجل المحتوم وهو أقرب إلينا نتقدم إليه مسرعين يأتينا فجأة بلا مقدمات وينقلنا من العمل بلا حساب إلى يوم عظيم فيه حساب بلا عمل، والعاقل النبيه من عمل لهذا اليوم وزرع الخير ليحصده وعمل العمل الصالح لينفعه في يوم لا ينفع فيه والد ولا ولد ولا مال ولا نسب يوم مشهود فيه تبيض وجوه وتسود وجوه نتوسل الى الله ان يرحمنا جميعا برحمته وفضله ومغفرته.

  

   يمر علينا موسم من مواسم الطاعات وأيام مباركة عظيمة من أفضل أيام السنة وهي الأيام العشر من ذي الحجة أقسم الله عز وجل بهن في كتابه المبين، حيث قال في سورة الفجر (والفجر وليال عشر) حيث ذكر الصحابي الجليل وحبر الأمة ابن عباس رضي الله عنه في تفسيره أنها أيام العشر من ذي الحجة وفضل الله فيهن العمل وعظمه وهي أيام مباركة طيبة وموسم رابح لمن عمل فيهن من الطاعات، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر. قالوا ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء» أخرجه البخاري.

في العشر ذي الحجة أيام عظيمة كيوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر وفرض الله فيها الحج وأمرنا بذكره وتعظيمه والإكثار من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير ومراجعة الأنفس وما قدمت ومحاسبة الربح والخسارة كما تفعل الشركات التجارية في نهاية السنة في حسابها الختامي لتراجع خسائرها وأرباحها وكما تفعل الدول في مراجعة ميزانياتها السنوية ماذا قدمت من مصروفات وما كسبت من إيرادات وتعالج السلبيات والأخطاء، فالإنسان أولى أن يجعل له حسابا ختاميا خلال السنة الماضية يحاسب فيه نفسه على ما قدم ويراجع أعماله قبل أن يندم أشد الندم على ما فعل.

 

   أيها الإنسان، احرص على أعمال الخير والطاعة وطهر قلبك من الحسد والبغضاء والحقد واحفظ نفسك من الشر والأشرار بصلة الأرحام والصدقات والصيام وترك المعاصي والآثام والعطف على المساكين والفقراء والأيتام، يقول الإمام الهاشمي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: «إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ولكل منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل».

 

   نبتهل إلى العلي العظيم أن يتقبل من الحجاج حجهم ويغفر ذنبهم ويعودوا بحفظه إلى أوطانهم سالمين غانمين ويتقبل منا ومنكم الأعمال الصالحة في هذه الأيام المباركة في العشر من ذي الحجة وأن يحفظ بلادنا الكويت من شر الطامعين الحاسدين وأن يجعلها دار أمن وأمان بفضلة ورحمته وأعاد علينا أيامه المباركة وان تكون حساباتنا الختامية عامرة بالأعمال الصالحة والرابحة وتنال القبول من الاله الواحد المعبود، وكل عام وأنتم بخير. 

 

**

 

دالي محمد الخمسان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bnder22

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى